عزّزت البرامج الأكاديمية الجديدة المنافسة بين الجامعات المشاركة في معرض الخليج للتعليم «جيتكس 2025»، البالغ عددها 900 جامعة عالمية ومحلية، حيث تدفقت العروض التعليمية من الجامعات التي تتفنن في تقديم تخصصات هجينة تجمع بين الذكاء الاصطناعي، والطب، والأمن السيبراني، وفنون الطهي، وحتى تصميم الألعاب الإلكترونية.

وقال أكاديميون لـ«الإمارات اليوم»: «لم تعد العبارات الرنانة كافية لاستقطاب الطلبة وأسرهم، بل أصبح التميّز في نوع البرامج وتخصصاتها الدقيقة هو مفتاح الاهتمام، ليس في التخصصات التقليدية فحسب، بل ببرامج أكاديمية حديثة مرنة، وموجهة لمهن المستقبل».

مرنة ومخصصة

وتفصيلاً، قالت مديرة قسم تطوير الأعمال في جامعة الإمارات للطيران في دبي، مها أحمد، لـ«الإمارات اليوم»: «التنافس بين الجامعات لم يعد يقتصر على استقطاب الطلاب بأعداد كبيرة، بل بات يرتكز على تقديم برامج أكاديمية مرنة ومخصصة، تلبي تطلعات الجيل الجديد وسوق العمل المتغيرة».

وأضافت: «أن الجامعات التي لا تواكب هذا التحوّل تفقد قدرتها على البقاء في صدارة المشهد الأكاديمي، لذلك، نحرص على تقديم تخصصات دقيقة وتعلم تطبيقي يعزز جاهزية الخريجين لمهن المستقبل، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل الطيران، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات».

وأفادت بأن الجامعة تقدم ثلاثة برامج أكاديمية جديدة ومبتكرة تضم ماجستير في علوم الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، فضلاً عن برنامجين لدرجة البكالوريوس أحدهما في الذكاء الاصطناعي والثاني بعلم البيانات، حيث حصلت على الاعتماد الأكاديمي ومن المقرر تفعيلها في الثامن من مايو الجاري.

وأوضحت أن الجامعة طرحت، أخيراً، برنامج الدكتوراه في علم البيانات، إضافة إلى الدكتوراه في إدارة الطيران، مشيرة إلى أن أكثر التخصصات جذباً للطلبة هندسة الطيران وإدارة الطيران وحالياً الذكاء الاصطناعي بمشتقاته، إضافة إلى علم البيانات الضخمة.

تخصصات مزدوجة

من جانبه، أكّد نائب الرئيس التنفيذي لكلية الإمام مالك للشريعة والقانون، الدكتور يوسف عيسى الحميري، أن عصر التخصصات الدقيقة والمزدوجة أفرز منافسة قوية بين الجامعات، وأعاد ترتيب أولوياتها الأكاديمية، حيث باتت تسعى لتقديم برامج تجمع بين العمق المعرفي والمرونة التطبيقية.

وأضاف أن الجامعات التي تبادر بتحديث مناهجها، وتدمج بين العلوم الشرعية والمهارات المعاصرة كالقانون الرقمي والتحكيم الإلكتروني، تفتح آفاقاً أوسع أمام خريجيها وتمنحهم مزايا تنافسية في سوق العمل المحلية والدولية.

وكشف الحميري عن خمسة برامج أكاديمية جديدة للكلية تضم، الدكتوراه في الفلسفة في الفقه المعاصر، والدكتوراه في الفلسفة في القانون، وماجستير في القانون العام، وماجستير في أصول الفقه وآخر في أصول الحديث، موضحاً أن الطلبة الإماراتيين يمثلون أكثر من 70% من طلبة الجامعة.

منافسة كبيرة

ورأت مديرة الأبحاث في جامعة آسيا الوسطى، الدكتورة شيرين يونسيفا، أن «جيتكس 2025» كشف بوضوح عن احتدام المنافسة بين الجامعات، مدفوعاً بظهور التخصصات الدقيقة والمزدوجة التي أصبحت محور جذب رئيساً للطلبة.

وأضافت أن المعرض يقدّم نماذج تعليمية متقدمة تشمل برامج في الهندسة الخضراء، وإدارة الطاقة المستدامة، والذكاء الاصطناعي ضمن مسارات متعددة، إلى جانب تخصصات تجمع بين الابتكار في الأعمال والقيادة التكنولوجية، وعلم النفس الرقمي وسلوك المستخدم، فضلاً عن إدارة السياحة البيئية، والضيافة الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، والاستدامة الحضرية، وريادة الأعمال الاجتماعية، والتمويل الأخضر، والقانون السيبراني، والأمن البيولوجي العالمي، ما يعكس توجّه الجامعات نحو ربط التعليم الأكاديمي باحتياجات المستقبل.

وقالت إن الجامعة أولى الجامعات الخاصة في أوزبكستان، وتضم أكثر من 2300 طالب، من بينهم 32 طالباً دولياً، في بيئة أكاديمية حديثة، ويعمل فيها 194 أستاذاً، يحمل 54% منهم درجات الدكتوراه، وقد أنتجت 207 منشورات علمية خلال العام الأكاديمي 2023–2024.

5 كليات

تتألف الجامعة من خمس كليات رئيسة: الطب وطب الأسنان والهندسة والأعمال والسياحة وإدارة الضيافة الدولية، وتقدم 16 برنامجاً أكاديمياً تغطي مجالات الصحة، والتكنولوجيا، وإدارة الأعمال، والسياحة. وتوفر الجامعة مرافق متكاملة تشمل مختبرات ومراكز محاكاة ومكتبة حديثة وسكناً جامعياً لـ600 طالب، إلى جانب برامج لريادة الأعمال والتوظيف والقيادة النسائية، وفرص للمشاركة في المعارض الدولية وبرامج التبادل الطلابي.

دفتر صغير

ولي الأمر محمد الحارثي وصف تجربته في المعرض، قائلاً: «أحمل دفتراً صغيراً أكتب فيه الملاحظات عن كل جامعة نزورها، وفوجئت بتنوع البرامج الجديدة، بعضها لم أسمع به من قبل، ابني مهتم بعلم الأعصاب والبرمجة، واليوم وجد جامعة تقدم برنامجاً يدمج بين الاثنين».

الفن الرقمي

أمّا الطالبات: اليسار سلمان، وجنى عبدالقادر، وآية المصري، اللاتي يدرسن في الصف الـ11 بمدرسة المعرفة الدولية، فقلن: «نشعر بأن الجامعات تتحدث لغتنا الآن، لم نعد نرى هندسة أو طباً فقط، بل نرى تخصصات تعكس شخصيتنا واهتماماتنا، مثل الذكاء الاصطناعي في التعليم وإدارة الفن الرقمي والطهي».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.