أعلنت أجهزة استخبارية وأمنية أميركية عن وجود جهات روسية وراء انتشار فيديو مزيف يظهر إتلاف أصوات بريدية للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا. تم تداول الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وتم التحقق من محتواه كونه مزيف من قبل مسؤولين محليين أميركيين وقامت الاستخبارات بالتحقيق في هذا الأمر. توضح البيانات الصادرة عن الاستخبارات الوطنية الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن السيبراني أن هذا الفيديو تم تصنيعه وتضخيمه من جهات روسية، ويأتي ذلك في إطار جهود موسكو لإثارة تساؤلات حول نزاهة الانتخابات الأميركية وتحريك الانقسامات بين الشعب الأميركي.

يظهر في الفيديو شخص يقوم بترتيب أوراق اقتراع يبدو كأنها وصلت بالبريد من مقاطعة باكس في ولاية بنسلفانيا، ثم يبدأ في تمزيق الأصوات الممنوحة لترامب ويترك الأصوات الممنحة للمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس. يأتي هذا العمل في إطار حملة واسعة يقوم بها روسيا لنشر الفوضى والتسبب في الانقسامات والشكوك بين الأميركيين. واعتبرت السلطات الأميركية ظهور هذا الفيديو وتداوله جزءًا من مخطط روسي للتأثير على الانتخابات الأميركية وإثارة الفوضى والارتباك بين الناخبين.

تثير هذه الأحداث مخاوف حول سلامة ونزاهة عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية وتقوم بإثارة تساؤلات كبيرة حول مدى تأثير الدول الخارجية على عملية الانتخابات في الولايات المتحدة. تراقب الجهات الأميركية بعناية شديدة أي نشاط من جانب الدول الأجنبية يمكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات وتشويهها وتسليط الشكوك على نزاهتها. وتعد هذه الحملة الروسية لنشر الفوضى والتأثير على العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة خطيرة وتستدعي تدابير أمنية إضافية لحماية نزاهة الانتخابات وضمان سيرها بعدالة وشفافية.

يعتبر إثارة التساؤلات بشأن نزاهة الانتخابات وزعزعة الثقة في نتائجها من أبرز أهداف الحملة الروسية المشبوهة، وتأتي هذه الحملة ضمن جهود مستمرة من جانب روسيا للتأثير على الشؤون الداخلية في الولايات المتحدة وتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية. وتدعو الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى زيادة اليقظة واتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه الأنشطة وحماية نزاهة الانتخابات وضمان سيرها بشكل شفاف ومنصف دون تدخل خارجي.

يتطلب مواجهة التحديات الأمنية والسيبرانية الحالية تعاونا دوليا فعالا للحد من نشر الفوضى والتلاعب في العمليات الديمقراطية في العالم. ينبغي على الدول والمنظمات الدولية التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات الامنية والسيبرانية التي تهدد استقرار الديمقراطيات وسلامة العمليات الانتخابية. وتعكس الأحداث الحالية في الولايات المتحدة أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الأمنية الجديدة والتحديات الناشئة في عالم متغير بسرعة. يعد العمل المشترك بين الدول في هذا الصدد أمرا حاسما لضمان الأمن والاستقرار العالميين ولمنع أي محاولة للتدخل في شؤون الدول الأخرى والتأثير على عملياتها الديمقراطية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.