قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية وإغلاق مداخل القدس المحتلة وضواحيها بالكتل الإسمنتية، وتواصل حملات الاعتقال في مختلف مناطق الضفة. تم تعزيز عدد سرايا الجيش المقاتلة لمهام الدفاع في قيادة المنطقة الوسطى بالضفة الغربية، بدعم استعدادها لمختلف السيناريوهات. ولأول مرة منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما، ينشر الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة بالضفة الغربية، مع مخاوف من هجمات تحاكي هجوم حماس على القواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة. تعيش نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في مستوطنات وبؤر استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
على صعيد آخر، أفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدنا وبلدات في الضفة الغربية وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين. تمت الاقتحامات في عدة بلدات مثل سلوان وعناتا بالقدس، وعزون وكفر ثلث وحبلة وكفر قدوم بقلقيلية، وبيت ريما والمزرعة الغربية وبدرس في رام الله، بالإضافة إلى قريتي أودلا وتل في نابلس. واعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات المواطنين قرب حاجز ترقوميا العسكري غربي الخليل، واحتجزت متضامنين أجانب في بلدة قصرة بمحافظة نابلس. تم استجوابهم ومنعهم من المرور لبضع ساعات قبل أن تنسحب القوات من المكان.
في القدس المحتلة، أُغلقت مداخل البلدات والقرى في ضواحي المدينة بالكتل الإسمنتية والسواتر الحديدية عشية عيد الغفران اليهودي. تم منع الحافلات العامة والمركبات من المرور بين البلدات والقدس، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور واضطراب حياة الفلسطينيين. في سياق متصل، تواصلت الاشتباكات المسلحة بين مقاومين من كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مدينة طوباس، مما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح خطيرة.
وتستمر الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة بشكل يومي، مع حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر عام 2023. أدت الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة إلى استشهاد 749 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و250 شخص، واعتقال أكثر من 11 ألف شخص. وفي غزة، أسفرت الحرب على أكثر من 104 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، مع دمار هائل ومجاعة تهدد حياة العديد من الأبرياء.