اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من الشبان الفلسطينيين في جباليا شمال قطاع غزة للتحقيق معهم في إطار العملية العسكرية المستمرة في المنطقة. وقامت السلطات الإسرائيلية بنقل المعتقلين إلى مراكز التحقيق للاستجواب. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الاعتقالات تأتي في إطار جهود الجيش لتطويق منطقة جباليا وإخلاء السكان منها، حيث أقامت نقاط عبور لتفتيش النازحين وتفتيش النساء والأطفال عن الرجال.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه قد ألقى القبض على عدد من المسلحين في جباليا وصادر أسلحة خلال عملية عسكرية في المنطقة. كما أشار إلى إجلاء عشرات الآلاف من الفلسطينيين من المنطقة عبر ممرات خاصة بإسرائيل تجاه أماكن آمنة. وزعم الجيش الإسرائيلي القضاء على عدد من المسلحين خلال حملته في جباليا.
من جهة أخرى، رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية تصعيداً عسكرياً خطيراً في شمال قطاع غزة من جانب الجيش الإسرائيلي، حيث شنت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق متفرقة في المنطقة. وأفادت مصادر طبية عن استشهاد 16 فلسطينياً في الغارات الإسرائيلية، بينهم أطباء وممرضين، وأضافت أن هناك نقص حاد في الدواء والأكسجين في المستشفيات نتيجة لحصار إسرائيلي.
وأكد مدير صحة غزة تحول المستشفيات إلى هدف رئيسي للجيش الإسرائيلي ضمن خطته لتهجير السكان من شمال قطاع غزة، وحذر من تحول المستشفيات إلى مقابر جماعية إذا استمر العدوان. كما أشار إلى وقوع جرائم حرب من قبل الاحتلال في المنطقة، مؤكداً على قتل أكثر من ألف شخص من الكوادر الطبية في غزة. يعاني سكان شمال غزة من حملة إبادة وتهجير عنوقود وحرق المنازل ومراكز الإيواء.
تتزايد الأوضاع الإنسانية والصحية في شمال غزة جراء الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة لأكثر من 19 يومًا، مع زيادة القصف والتدمير للمنازل والبنية التحتية. كما يواجه السكان نقصًا حادًا في الطعام والمياه والأدوية، وسط صمت دولي تجاه جرائم الاحتلال. وتظهر التقارير الواقع الكارثي الذي يعيشه سكان الشمال، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأوضاع.
وتجسد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة في قتل واعتقال الفلسطينيين، واستهداف المستشفيات ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وهذا يعتبر جرائم حرب يجب محاسبة المعتدين عليها. يحتاج سكان شمال غزة إلى دعم دولي عاجل لمواجهة الحصار والعدوان، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية للمستشفيات، لحماية الأرواح البريئة والحد من الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.
