أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الإسرائيلي-الأميركي الذي اعتقل في بيروت بشبهة التجسس ونُقل إلى واشنطن بتدخل من الولايات المتحدة. ونقلت الإذاعة المزيد عن مصدر أمني في لبنان أكد أن الرجل المُحتجز دخل البلاد بصفة صحفي ويحمل جواز سفر أميركي وبريطاني. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الشخص المفرج عنه يُدعى هوشع تارتكوفسكي ويبلغ من العمر 42 عامًا وهو يهودي حريدي سابق من القدس.
وأسرعت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نفي انتماء تارتكوفسكي لجهاز الموساد أو زيارته للبنان بتكليف من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للتجسس على حزب الله. ولم يصدر رد فعل رسمي من الحكومة الإسرائيلية، ولكن الحظر السفري للمواطنين الإسرائيليين قد شُدد مؤخرًا خلال فترة الأعياد اليهودية. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن سلوك تارتكوفسكي أثار الشكوك لدى اللبنانيين، خصوصا بعد العثور على جواز سفر إسرائيلي بحوزته.
وأفاد مراسل قناة كان الإسرائيلية أن تارتكوفسكي خدم في الجيش الإسرائيلي ونشأ في أسرة حريدية متطرفة، حيث كتب مقالات عن قضايا الحرب وعارض التجنيد الإجباري للحريديم في الجيش. وناشدت عائلته السلطات في واشنطن ولندن للمساعدة في إطلاق سراحه. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن تارتكوفسكي نُشرت مقالات له في مجلة تصدر عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وقد انتقل إلى لبنان كصحفي استقصائي.
بسبب ما حدث، تم تشديد قائمة الحظر السفري للمواطنين الإسرائيليين خلال فترة الأعياد اليهودية. وأعرب مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عن طلبه للإسرائيليين بالامتثال لذلك. ورغم أن لم تصدر حكومة إسرائيل أي تصريح رسمي بشأن الحادثة، إلا أن القضية أثارت الكثير من الجدل والاستغراب بين اللبنانيين والإسرائيليين على حد سواء.
بالنظر إلى خلفية تارتكوفسكي وما يرافقها من شكوك وتساؤلات، يبقى السؤال حول ما إذا كان الشخص المفرج عنه كان بالفعل يعمل كجاسوس أو كصحفي استقصائي. وتظل الحقائق والتفاصيل الكاملة للقضية محل اهتمام واسع كونها تطرح تساؤلات حول عدة جوانب تتعلق بالأمن والعلاقات الدولية وما بين الدول المعنية. وتتبقى العديد من الأسئلة بدون إجابة ويظل الجدل حول هذه القضية شديد الحدة في ظل التطورات والتكهنات المستمرة.