أضحى رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء مجلسه الوزاري المصغر رمزاً لمصِّ الدم، وقتل الأطفال والنساء والفتيان في قطاع غزة، دون أي رادع دولي أو إقليمي، مُعطين العالم انطباعاً زائفاً بأن ما تقوم به إسرائيل يجد تأييداً من الولايات المتحدة. وقد تكشّف زيف هذا الادعاء خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسعودية الأسبوع الماضي؛ فقد تحدث ترمب غير مرة عن الحاجة لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس منذ 7 أكتوبر 2023. وأعلن ترمب أن أهل غزة يتضورون جوعاً. ويبدو واضحاً أن واشنطن لم تعد تسمح لحليفتها إسرائيل بأن تعيق إحلال السلام في منطقة يراها ترمب أرض الفرص والازدهار والانتعاش الاقتصادي. وليس أمام العرب خيار سوى انتظار ما سيقرره البيت الأبيض خلال الأسابيع القادمة بشأن سكان قطاع غزة؛ إذ إن نتنياهو والعصبة المتطرفة المتحالفة معه لا يقيمون وزناً ولا احتراماً للقانون الدولي، وقرار الأمم المتحدة 948. وأصبح نتنياهو يتبجّح بأنه خلق «شرقاً أوسط جديداً»، وبأنه قادر على شن الحرب على لبنان، وسورية، والضفة الغربية دون حساب. وهي تصرفات حمقاء من شأنها أن تزيد الغلّ في نفوس العرب ضد الدولة العبرية الظالمة؛ التي أدمنت أن تتغدى وتتعشى بدماء الأطفال ونساء العرب وشبابهم، ليس ببندقية الجيش الإسرائيلي وحده، بل أطلقت أيدي المستوطنين اليهود لقتل الفلسطينيين داخل منازلهم، وتدمير حقول زيتونهم. إنها إبادة جماعية من دون شك، لقد جرّب العرب مقاضاة إسرائيل في لاهاي، وخابت مساعيهم لتفعيل النظام العالمي من خلال جلسات مجلس الأمن الدولي. ولم يعد أمامهم سوى موقف صريح وواضح من الرئيس ترمب. ليس لأنه ممن لا يحبون إسرائيل، بل لأنه جاء لولايته الثانية باذلاً وعود إحلال السلام، ووقف حروب العالم، وتشجيع التفاعل من خلال التبادل التجاري، والتعاون الاقتصادي، والاستثمارات. ويدرك البيت الأبيض جيداً أنه لن تزدهر تجارة في أي منطقة في العالم في أتون الوحشية والدموية التي يمارسها نتنياهو وحلفاؤه الأشرار.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.