|

انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشدة ضآلة المساعدات التي دخلت قطاع غزة، وتؤكد أن سكان بحاجة إلى دعم هائل ومتواصل لضمان عدم دخولهم في مجاعة. بدوره، جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع فورا.

ودخلت إلى قطاع غزة أمس الثلاثاء 5 شاحنات فقط من 11 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم رغم إعلان إسرائيل موافقتها على دخول 100 شاحنة، ووصف مسؤول في الاتحاد الأوروبي ذلك بأنه “قطرة في محيط”.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن “إسرائيل تستغل الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية، وغزة بحاجة لدعم هائل ودون عوائق أو انقطاع لضمان مواجهة الجوع المتفاقم الذي يعاني منه سكان القطاع”.

وحذرت أونروا من أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضافت الوكالة في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك “أسفر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر عن سقوط مئات الضحايا وتشريد جماعي”.

وأكدت أنها تحتاج لدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع، لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية لأن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور يوميا، وسوء التغذية ينتشر في القطاع.

ودعت الوكالة إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.

احتجاز المساعدات

بدوره، أفاد مسؤول في حكومة غزة بأن 5 شاحنات مساعدات فقط دخلت إلى غزة أمس الاثنين.

وأضاف المسؤول الحكومي -فضل عدم الكشف عن اسمه- لمراسل الأناضول أنه لم يتم توزيع أي كميات من المساعدات التي دخلت، وما زالت في مناطق وجود القوات الإسرائيلية.

وبيّن أنه حسب المعلومات المتوفرة من المنظمات الإغاثية الدولية فإن هذه الشاحنات تتضمن مقدارا قليلا جدا من دقيق القمح ومكملات غذائية وبدائل حليب للأطفال، إضافة إلى كميات من الأكفان.

ولفت إلى أن هذه الكميات “لا تلبي احتياجات حتى 1% من الفلسطينيين بالقطاع ليوم واحد ولو كانت محملة بشكل كامل بالأغذية”.

واعتبر المسؤول في حكومة غزة أن إسرائيل تستخدم المساعدات “ورقة ضغط”، وتواصل تجويع الفلسطينيين في القطاع.

وتؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى 500 شاحنة على الأقل من المساعدات والسلع التجارية يوميا.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 116 ألف طن من الغذاء -وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى 4 أشهر- جاهزة للتوصيل.

غضب أوروبي

وفي سياق متصل، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الثلاثاء إسرائيل إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي ستسمح بدخولها لغزة، واصفا كميات الطعام التي سمح بدخولها إلى القطاع مؤخرا بأنها “غير ملائمة على الإطلاق”.

وخلال جلسة لمجلس العموم البريطاني قال ستارمر “لا يمكننا السماح بأن يواجه شعب غزة المجاعة”.

كما جددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس التأكيد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأشارت كالاس -في تصريحات صحفية في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي- إلى وجود آلاف الشاحنات التي تنتظر على معابر غزة للدخول إلى القطاع الذي يتعرض لحصار إسرائيلي خانق.

وأمس الاثنين، هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات.

وذكر بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية أن “منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي”.

خطر الإغلاق

في الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفيات شمال غزة معرضة لخطر الإغلاق التام.

وأضافت المنظمة في حسابها على منصة إكس أن الأعمال العدائية المكثفة والوجود العسكري مستمران بالقرب من المستشفى الإندونيسي منذ 18 مايو/أيار الجاري.

ولفتت إلى أن معظم المرضى خرجوا بأنفسهم بعد اشتداد القتال في 15 مايو/أيار الجاري، مشيرة إلى ورود تقارير عن بقاء 15 شخصا فقط، بينهم مرضى وموظفون في المستشفى، وهم في حاجة ماسة إلى الطعام والماء.

ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى تدهور الوضع بسرعة في مستشفى العودة شمال القطاع والمكتظ بالإصابات، والذي يعاني من نقص حاد في الإمدادات.

ودعت المنظمة إلى الحماية الفعالة للرعاية الصحية، مشددة على أنه لا ينبغي أبدا عسكرة المستشفيات أو استهدافها.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.2 مليون فلسطيني في غزة عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version