أكد الباحث في العلاقات الدولية سلمان الأنصاري لـ«عكاظ» أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الرياض لم تكن مجرد محطة في إطار العلاقات الثنائية، بل شكلت لحظة مفصلية في سياق عالمي أوسع يُعاد فيه تشكيل النظام الدولي.

وأوضح أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، أثبتت أنها لاعب محوري لا يمكن تجاوزه في معادلات السياسة والاقتصاد والأمن الدوليين.

وشدد الأنصاري على أن زيارة ترمب ينبغي قراءتها من منظور يعكس التحولات الكبرى في شكل النظام العالمي، مؤكداً أن الرياض استطاعت أن تفرض نفسها، بحكمة قيادتها، كدولة ذات تأثير متعدّد الاتجاهات، ومركز لتوازنات دولية تعزز السلام والاستقرار.

وأوضح أن السياسة السعودية اليوم باتت تُجسّد موقع المملكة الجغرافي في قلب العالم، وهو ما جعلها دولة محورية في حفظ التوازنات وبناء الشراكات الدولية. وأضاف: «بينما كانت العواصم الأوروبية تناقش مفهوم السيادة الإستراتيجية، كانت المملكة تطبقها عملياً عبر علاقات متوازنة مع القوى العظمى».

واستشهد بدور السعودية في احتواء التصعيد بين الهند وباكستان، في سياق نهج سياسي متزن يحظى بإشادة دولية.

وأشار الأنصاري إلى أن هذه المرحلة تزامنت مع تحقيق المملكة 83% من مستهدفات رؤية 2030، وتقليص اعتمادها على النفط من 92% إلى 48%، عبر إصلاحات مالية وإدارية ومجتمعية جعلتها نموذجاً عالمياً في التنمية المستدامة.

كما لفت إلى تفوق المملكة في مجالات حيوية كالأمن السيبراني، إذ انتقلت من المركز 47 إلى المرتبة الأولى عالمياً، مؤكداً أن هذه الإنجازات تجعل من السعودية مركزاً استثمارياً وتقنياً في مسار الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.

وختم بالقول إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أرسى معادلة دقيقة قائمة على خدمة المصالح الوطنية في نهج سياسي يمكّن المملكة من مواصلة دورها العالمي كشريك موثوق في صناعة السلام وتحقيق التوازن الدولي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version