قتلت الشرطة الهندية 28 متمردًا ماويًا على الأقل خلال اشتباكات وتبادل إطلاق نار في ولاية تشهاتيسجاره، وأُصيب أحد أفراد قوات الأمن خلال القتال. ووقعت آخر جولات المواجهة في غابة أبوجهماد، وهي منطقة نائية في جنوب تشهاتيسجاره، التي تعتبر معقلًا رئيسيًا لحركة التمرد التي تعود إلى ستينيات القرن العشرين وتنتشر في 20 ولاية هندية. تقاتل الحركة نيابة عن المجتمعات الفقيرة الريفية والقبلية.
صعدت السلطات الهندية تصعيدها مؤخرًا مع المتمردين الماويين، حيث قال وزير الداخلية أميت شاه إن على المتمردين إلقاء السلاح أو مواجهة هجوم شامل. وأعرب عن توقعه للقضاء على التمرد بحلول عام 2026. من جهتها، تؤكد حركة الماويين اليساريين الذين يقودون تمردًا منذ 1967 أنهم يقاتلون من أجل الفقراء في الريف. شهدت منطقة غادشيرولي في يوليو الماضي اشتباكات أسفرت عن مقتل 12 متمردًا.
تنتشر حركة الماويين في مناطق الهند الغنية بالمعادن، مثل ولاية تشهاتيسجاره ومناطق أخرى في الشرق والغرب. ونشرت السلطات عشرات الآلاف من قوات الأمن لمحاربة المتمردين، الذين يستخدمون “الممر الأحمر”، الذي يمتد عبر عدة ولايات هندية، كممر لتنفيذ أنشطتهم. تعتبر الحكومة الهندية أنها نجحت في إخماد التمرد، حيث أكدت أن الحركة لم تعد نشطة سوى في 45 منطقة في 2023 مقارنة بـ96 منطقة في 2010.
تعتبر حركة الماويين قدوة لها الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونج، وتطالب بحقوق المزارعين والفقراء في الحصول على الأراضي وفرص العمل. تُظهر التقارير الإعلامية أن الحركة تستمر في مطالبتها منذ عقود، وترفض التسوية مع الحكومة، مما يجعل الصراع معها يستمر ويتصاعد. تستهدف السلطات الهندية تعزيز الأمن وتقليل نفوذ الحركة والقضاء عليها تمامًا بحلول أوائل عام 2026، وذلك من خلال نشر قوات الأمن وتكثيف الجهود العسكرية ضد المتمردين.