تعتبر “العيدية” أحد أهم جوانب احتفالات عيد الفطر في دولة الإمارات، حيث تعتبر هذه العادة جزءًا أساسيًا من التقاليد الاجتماعية التي تمر بها الأسرة الإماراتية. لكن مع تغير اهتمامات الأطفال في الوقت الحالي، باتت الألعاب الإلكترونية تشكل جزءًا كبيرًا من اهتماماتهم بالعيدية، مما يدفعهم للتنافس على جمع مبالغ أكبر ويعزز حاجتهم إلى تحمل المسؤولية المجتمعية لتحقيق القيم الاقتصادية.
تشير دراسات إلى أن عيد الفطر يعتبر فرصة مميزة لتعزيز قيم الألفة والتآخي والترابط الأسري والاجتماعي، بالإضافة إلى تعريف الأجيال الجديدة بالتراث الإماراتي والمساهمة في نقله للأجيال القادمة. وقد كانت احتفالات الأطفال بالعيد في الماضي تتميز بالبساطة والتقليل من الألعاب التقليدية، لكن بتغير العصر وتطور التكنولوجيا، أصبحت الألعاب الإلكترونية تلعب دورًا أكبر، مما يؤثر على مفهوم العيدية والتقاليد السابقة.
لا تعتبر التكنولوجيا سيئة بحد ذاتها، حيث توفر فرصًا جديدة للتعلم والترفيه والتواصل الاجتماعي. ومع ذلك، ينبغي الحذر من السماح لها بالتسلط على حياة الأطفال، مما يؤدي إلى فقدانهم الروح المجتمعية والقيم الاجتماعية. لذلك، يجب على الأسر توجيه الأطفال لاستخدام العيدية بشكل مسؤول وتعليمهم أهمية الادخار والتخطيط المالي، بالإضافة إلى تشجيعهم على التبرع للأعمال الخيرية كوسيلة لتعزيز الروح المسؤولية الاجتماعية.
تشير الدكتورة بدرية الظنحاني، المستشارة الأسرية، إلى أن العيدية هي هبة مالية تقدمها الأسرة في عيد الفطر بدلاً من الهدايا العينية، حيث تمثل فرصة لتعليم الأطفال قيمة المال وإدارته بشكل سليم، بالإضافة إلى تعزيز أهمية صلة الرحم والصدقة والترابط الاجتماعي. وتظل العيدية تعتبر لغة مشتركة للفرح والسرور، حيث ينتظر الأطفال بفارغ الصبر استقبالها في أيام العيد.
تُعبر الطفلة سلامة علي النقبي وشقيقتها الجوهرة عن أهمية العيدية بالنسبة لهما، وكيف تمثل بالنسبة لهما جزءاً من فرحة العيد والمسابقات بين الأطفال لجمع أكبر عدد من “العيديات”. وبالرغم من تطور التكنولوجيا، إلا أن العيدية تظل تحتفظ بدورها الخاص في تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة وتعزيز قيم البساطة والتواضع في نفوس الأطفال.