جرت اليوم اشتباكات عنيفة بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع غربي مدينة أم درمان، حيث قامت طائرات الجيش السوداني بقصف مواقع قوات الدعم السريع في شرق الفاشر. وقد تزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي من قوات الجيش شمال أم درمان، مستهدفة مواقع للدعم السريع في اتجاهات مختلفة بالعاصمة الخرطوم. يأتي هذا في سياق اتصاعد الوضع الأمني في المنطقة بعد سيطرة الجيش على حي الدوحة وسط أم درمان.

تقع المعركة بين القوات المتنافسة في قلب السودان، حيث يسيطر الجيش على وسط وشمال أم درمان بينما تسيطر قوات الدعم السريع على غرب وجنوب المدينة، ويعتبر هذا التصعيد خطيرا نظرا لكثرة سكان المدينة. وتأتي هذه الأحداث بعد نزوح أكثر من 328 ألف شخص من ولاية شمال دارفور غربي البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب الاشتباكات.

تعكس الخبيرة أسماء الحسيني تعقيد الوضع السوداني وانقسام القوى السياسية داخل البلاد، حيث تشير إلى وجود خلافات بين القوى المشاركة في مؤتمر القاهرة، الذي شهد اتهامات متبادلة بين المشاركين. وتنوه الحسيني بضرورة توحيد القوى المدنية لإيجاد حلا للأزمة السودانية وإنهاء الصراع الدامي، حيث يعتبر إنهاء التنازعات بين الأطراف خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار.

تشير الحسيني إلى أن عقد المؤتمر يعد فرصة لإخراج السودان من الأزمة التي يعيشها، وتحذر من تفاقم الأوضاع وتدهور الوضع الأمني في البلاد، مشيرة إلى أنه يجب التصدي للفوضى والتمزق الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتسويع البلاد أمام التنظيمات الإرهابية. وتشدد على أهمية التوحيد والتعاون بين القوى السياسية لإنهاء الأزمة والارتقاء بالسودان إلى مستوى الوحدة والاستقرار.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة السودانية، ومن المقرر عقد اجتماع الاتحاد الأفريقي لمواصلة هذه الجهود. ويشدد الرئيس الأوغندي على ضرورة لقاء القادة السياسيين السودانيين للتوصل إلى تسوية أمنة للأزمة، ويؤكد على التكامل بين الجهود العربية والإقليمية لإخراج السودان من الأزمة ومنع الانزلاق إلى الفوضى والتمزق. يبقى الوضع معقدا ويتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لإيجاد حل للأزمة السودانية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.