تُظهر الأحداث الراهنة أن إيران تخليت عن أذرعها المنتشرة في عدة مناطق، حيث كانت تستخدمها كوسيلة للتحكم في البلدان العربية وإزعاج الدول التي تسمح لها بالوجود. ويعتبر هذا التخلي بمثابة إراحة للدول المجاورة، حيث أن إيران دولة ضعيفة ليس لها سوى الحديث والمباهج، وقد أدى تضخيم القوة الإيرانية من قبل الدول الغربية إلى التعارف الزائف على قدراتها، مما أدى إلى تغطية الدول المنافسة بشبكة من الخطر والتحدي. كما تظهر الأحداث الراهنة أن دول المنطقة قد تصدم بقوة ما يجري في إيران وتقف عاجزة دون قدرة على اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهتها.
ويظهر الواقع الراهن أن الدول العربية قد دفعت ثمنًا باهظًا بسبب سياسات إيران، حيث أدت أفعالها إلى غرق الشعوب العربية في دماء الصراعات والحروب، دون أن تكون هناك أي فائدة حقيقية تعود على هذه الشعوب. وفي ظل الحروب الدائرة والصراعات المستمرة، يبدو أن إيران تتمتع بالحريّة لفعل ما تشاء دون أن تتحمل عواقب أفعالها على البلدان المجاورة، مما يجعلها تتجاوز الحدود بلا رادع.
في هذا السياق، يتوقع البعض أن تستمر إسرائيل في توسيع نفوذها في المنطقة ومواصلة سياساتها الاستيطانية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والصراع في المنطقة العربية. ومن هنا يجب على الدول العربية أن تبذل جهودًا مشتركة لمواجهة هذا الاعتداء الإسرائيلي والدفاع عن حقوق الفلسطينيين والمسلمين في المنطقة، دون أن تتركهم وحدهم أمام تلك الهجمات العدوانية.
ولكن يبدو أن الدول العربية تفتقر إلى قيادة محكمة واستراتيجية واضحة لمواجهة التحديات التي تواجهها، حيث تبدو متخبطة وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. وبالتالي، يبدو أن السنوات القادمة ستكون مليئة بالتحديات والمعارك، وقد تتطلب من الدول العربية التحلي بالحكمة والشجاعة لمواجهة تلك التحديات والدفاع عن حقوقها وكرامتها.
وفي النهاية، يجب على الدول العربية أن تتحد في وجه التهديدات الإيرانية والإسرائيلية، وأن تكون لديها استراتيجية واضحة للدفاع عن مصالحها وحقوق شعوبها، دون التسامح مع أي اعتداء على سيادتها وأمنها. وإذا لم تتخذ الدول العربية الإجراءات اللازمة بحزم وقوة، قد تتعرض لمزيد من الانتهاكات والاعتداءات من قبل القوى الخارجية التي تسعى لتوسيع نفوذها على حساب استقرار المنطقة وأمنها.