في السنوات الأخيرة، انتشر استخدام الهواتف الذكية بين الأطفال بشكل متزايد، وتساءل الكثيرون عن السن المناسبة لمنح الأطفال هواتفهم الذكية الأولى. ووفقًا للإحصاءات الحديثة، يمتلك 65% من الأطفال هواتف ذكية قبل سن العاشرة، مع تقديم الهواتف للأطفال في سن صغيرة جدًا. وعلى الرغم من عدم ملكية بعض الأطفال لهواتف خاصة بهم، إلا أنهم يستخدمون الأجهزة الأخرى مثل الأجهزة اللوحية المملوكة لآبائهم.
ثمة مخاوف كبيرة بين الآباء والخبراء من استخدام الهواتف الذكية من قبل الأطفال في سن مبكرة. وبحسب تقرير صادر عن Ofcom، يستخدم 90% من الأطفال الأكبر من ثلاث سنوات الإنترنت، و84% منهم يشاهدون مقاطع الفيديو على يوتيوب. وأعربت أماندا سبيلمان، المفتشة الرئيسية في Ofsted، عن قلقها من تأثير هذه الوصول إلى الإنترنت على الأطفال الأصغر سنًا، وأشارت إلى صعوبة إدارة هذه الوضعية.
تعتبر المخاطر المترتبة عن إعطاء الأطفال الهواتف الذكية في سن مبكرة قضية حساسة، حسب ما ذكرته الدكتورة ليان أزيفيدو، أستاذة الصحة العامة. يمكن أن يعيق هذا الاستخدام نمو الأطفال حيث يشتبكون التفاعل مع الأجهزة الذكية مع اللعب التقليدي، مما يؤثر سلبًا على تطور مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية بالإضافة إلى مهاراتهم الحركية.
ووفقًا للأبحاث، يُعتبر السن السادسة نقطة حرجة لنمو الطفولة، حيث يتعلم الأطفال المهارات الحركية والشخصية بشكل أفضل من خلال التفاعل المباشر. وتوصي الجمعية الكندية لطب الأطفال بعدم استخدام الأطفال دون سن الثانية للشاشات، وبتقليل وقت استخدام الشاشات للأطفال دون سن الخامسة إلى أقل من ساعة يوميًا.
ويبدو من البيانات أن تأجيل منح الأطفال الهواتف الذكية حتى سن متقدمة قد يكون الخيار الأفضل لضمان نموهم الصحي وتطورهم الاجتماعي. لذا، يُطالب العديد من الخبراء برصد الاستخدام الزائد للتكنولوجيا من قبل الأطفال وتشجيع التفاعل المباشر والأنشطة الخارجية لضمان نموهم الصحي بشكل صحيح.