أدت تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى جدل كبير بين لبنان وإيران، حيث اتهم رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إيران بالتدخل في شؤون بلاده. في هذا السياق، أعربت إيران عن رفضها لهذه الاتهامات، وأكدت أنها لم تقدم أي خطوة تشير إلى التدخل في الشأن اللبناني. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن هناك سوء فهم لتصريحات قاليباف، مؤكداً على دور إيران في حماية المنطقة والتعاون مع الدول الإقليمية.
يرى ميقاتي أن تصريحات قاليباف تشكل تدخلاً في الشأن اللبناني، واصفاً إياها بأنها محاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان. وهذا ما دفعه لطلب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت، للاستفسار عن هذه التصريحات التي أثارت استياء الحكومة اللبنانية. وعلى الجانب الإيراني، أعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية عن سروره بالمستوى النضج الذي تحقق في المنطقة، مشيراً إلى ضرورة حماية أجواء المنطقة بشكل مشترك بين الدول.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية على حرصها على وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان من خلال تطبيق القرار 1701، واستخدام سلطة الدولة اللبنانية. وقد قامت الخارجية اللبنانية بنقل هذه الرسالة إلى المسؤولين الدبلوماسيين الإيرانيين، معبرة عن دعم لبنان لحل الصراعات بطرق دبلوماسية بعيدا عن التدخل الخارجي. وتأتي هذه التوترات بين لبنان وإيران في ظل تصاعد التوترات في المنطقة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
جدير بالذكر أن إيران زادت مؤخراً من مشاوراتها الدبلوماسية مع الدول الإقليمية في ظل التوترات القائمة في المنطقة، خاصة بين إسرائيل وقطاع غزة ولبنان. وقام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة عدد من الدول الإقليمية مثل السعودية وقطر ومصر وتركيا، لبحث سبل حل الصراعات وتحقيق الاستقرار. وتأتي هذه المشاورات في سياق تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إيران والدول الإقليمية، في محاولة للمساهمة في وقف العدوان وتحقيق السلام في المنطقة.
في النهاية، يظهر أن التوترات بين لبنان وإيران تأتي في سياق تصاعد الأزمات في المنطقة والحاجة الماسة لحلول دبلوماسية للصراعات المستمرة. وبينما تؤكد إيران على عدم تدخلها في الشأن الداخلي اللبناني، يبدو أن هناك حاجة ماسة للتعاون والحوار بين الدول الإقليمية لبحث سبل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وتجنب التصعيدات والتوترات الزائدة.
