قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالانتقاد للاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنهم يظهرون نفاقًا في طبيعتهم. جاء ذلك بعد انتقاد الاتحاد الأوروبي لإيران بسبب إعدام المعارض الإيراني الألماني جمشيد شارمهد بتهمة تنفيذ تفجير في مسجد أسفر عن احتساب عدد الضحايا عام 2008. وأضاف عراقجي أن الأوروبيين يدعمون بلا خجل الإبادة الجماعية في غزة والمجازر في لبنان، فيما لا تقوم بأي إجراءات لوقف قتل الفلسطينيين في غزة وعودة اللاجئين اللبنانيين إلى ديارهم.
أستنكر عراقجي أيضًا انعدام الجهود الأوروبية في دعم عائلات الضحايا الذين قتلهم جمشيد شارمهد. وفي سياق متصل، قامت وزارة الخارجية الإيرانية بدعوة السفير الألماني في طهران للتعبير عن احتجاجها بسبب تدخل المسؤولين الألمان في شؤون قضائية تتعلق بإيران. وأكدت الخارجية الإيرانية أن دعم السفير الألماني لشارمهد، الذي يتهم بتفجير مسجد في إيران، يتعارض مع مبادئ القانون وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
كما أشار مسؤول في الخارجية الإيرانية إلى أن حيازة الجواز السفر من دولة ثالثة لا يمنح أي شخص حقًا في تجنب القوانين الوطنية. واتهمت إيران ألمانيا بتقديم الدعم لإسرائيل في ارتكابها لجرائم إبادة جماعية في غزة ولبنان، واعتبرت هذا الدعم مشاركة في جرائم دولية جسيمة، بما في ذلك الإبادة الجماعية.
فيما يتعلق بقضية شارمهد، حكم عليه بالإعدام بتهمة إثارة الفساد في الأرض وتزعمت إيران أنه قائد لجماعة مؤيدة للملكية ومتهمة بتفجيرات في عام 2008 والتخطيط لهجمات أخرى. وتدعو ابنته غزالة شارمهد إلى تقديم دليل على تنفيذ حكم الإعدام واستلام جثمان والدها فورًا.
بالتزامن مع هذا، أعلن منسق السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل عن دراسة الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات رداً على إعدام شارمهد. تصاعدت التوترات بين إيران وألمانيا والاتحاد الأوروبي بسبب هذه القضية، مع تبادل الانتقادات والاتهامات بين الطرفين. ويظهر التصعيد الدبلوماسي بينهما الصراعات السياسية والتوترات التي تشهدها المنطقة.
هذه الحادثة تسلط الضوء على العلاقات المعقدة بين إيران والاتحاد الأوروبي، وتظهر تصاعد التوترات بين الطرفين في العديد من القضايا السياسية والإنسانية. تظهر هذه الأزمة الحالية أهمية التعاون الدولي وحسن الجوار واحترام حقوق الإنسان في تجنب تصاعد الصراعات وحل القضايا بشكل سلمي وبناء.