ذكرت صحيفة إندبندنت في تقرير لها عن وضع يعيشه قطاع غزة، حيث يعاني من الفوضى وانعدام الثقة وعدم الانضباط، مما يهدد جهود الحرب التي تشنها إسرائيل. وتحذر الصحيفة من أن غزة قد تتحول إلى “مقديشو أخرى”، نظراً لامتلاء الفراغ الأمني بعد غياب حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وبالإضافة إلى ذلك، فإن رضوخ حكومة بنيامين نتنياهو لفتح نقطة دخول أخرى للمساعدات إلى غزة يثير مخاوف من تكرار الأخطاء الفادحة في الهجمات الجوية السابقة.
ووفقا للتحقيق الذي قام به الجيش الإسرائيلي بشأن قصف سيارات مساعدات قرب دير البلح في غزة، تبين أن هذا القرار كان ناتجاً عن أخطاء خطيرة في عملية تحديد الهدف وعدم اتباع الأوامر والتعليمات الصادرة بشأن إطلاق النار. وأدى هذا القرار إلى مقتل عدد من الأشخاص يحملون جنسيات دول غربية، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنحية ضابطين وتوبيخ قادة عسكريين آخرين بسبب مسؤوليتهم عن الحادث.
تشير الصحيفة إلى أن الفوضى في غزة انعكست على قرارات الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربات متكررة بالمسيرات، نتيجة للارتباك والذعر الذي ينتاب القوات الإسرائيلية بشأن الفصائل المسلحة في غزة وتخوفهم من خطر الاختطاف ونعدم الأمن. وفي هذا السياق، تشجع إسرائيل وجهاء وعشائر غزة على تولي الفراغ الأمني الناشئ في المناطق التي طردت منها حماس، والتصدي للعصابات المسلحة التي تهدد استقرار المنطقة.
تخطط الحكومة الإسرائيلية لمنح عقود لشركات أمنية أجنبية لحماية الشحنات الإنسانية من النهب والاختطاف على يد العصابات في غزة، حيث ينعدم القانون ويسود الفوضى. وتشير التقارير إلى وجود مقاتلين يتبعون السلطة الفلسطينية يعملون على حماية إمدادات الغذاء من النهب في غزة، ما يعكس نقص الانضباط في المنطقة وتدهور الأوضاع الأمنية.
وبالنظر إلى الوضع الإنساني المتردي في غزة، حيث يعاني السكان من المجاعة وارتفاع عدد الشهداء، يعتمد مستقبل المنطقة على وفاء إسرائيل بوعدها بالسماح بدخول الإمدادات الإنسانية بأمان، والتعامل مع المشاكل الرئيسية التي تؤثر على الأمن والاستقرار. وتحذر الصحيفة من أن عدم تدارك هذه المشاكل بشكل فعال قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة الفوضى في غزة.