تشهد العالم اهتمامًا كبيرًا بالانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي تمثل أحد أكثر الدورات الانتخابية تعقيدًا بسبب المستجدات الكثيرة التي أحاطت بها. ويأتي الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض وسط وضع عالمي معقد مليء بالحروب والنزاعات، وبالتأكيد لأمريكا دور هام في توجيه الأحداث والتأثير عليها. وفي هذا السياق، يبرز الاهتمام بالقضية الفلسطينية كمحور رئيسي للتصعيد في المنطقة، مما يشكل تهديدًا على الأمن الأقليمي والعالمي، وتحدث وزير الخارجية السعودي عن ضرورة حل القضية الفلسطينية كوسيلة لتجنب المزيد من التصعيد وتحقيق الاستقرار.
ومن المؤكد أن الرئيس الأمريكي القادم لن يمكنه تجاهل الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تقودها المملكة لوقف التصعيد في المنطقة وإيجاد حلول سلمية للنزاعات المستعرة، خاصة مع تعنت إسرائيل وعدم جدية أمريكا في وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها. ويرى بعض الرؤساء الأمريكيين أن حصول إسرائيل على الدعم الكامل يجب أن يتم بشكل معقول وبمراعاة مصالح الدول العربية والإسلامية التي تسعى لحلول سلمية وإقامة دولة فلسطينية.
ويعتبر وجود وأمن إسرائيل أمرًا ذا أولوية بالنسبة لأمريكا، ولكن بشرط ألا تتجاوز إسرائيل الحدود وتنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية، وبشرط أن تكون الولايات المتحدة عقلانية وتتعامل بحسن نية مع القضية الفلسطينية وتضع حلولًا سلمية ومعقولة في طريقها نحو التحقيق. وتمثل منطقتنا حجر اختبار لقدرة الرئيس الأمريكي الجديد على التعامل مع التحديات السياسية والأمنية وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات المستعصية.
ولا يمكن لأمريكا تحقيق مصالحها في عالم مضطرب دون التعاون مع دول العالم وتوجيه جهودها نحو تحقيق السلام العالمي والاستقرار في المنطقة، ويجب أن يكون لها دور فاعل ومسؤول في حل النزاعات والأزمات المستعصية. وعلى الرئيس الأمريكي الجديد أن يكون حكيمًا وعقلانيًا في التعامل مع التحديات العالمية والاقليمية، وأن يسعى جاهدًا لإيجاد حلول سلمية للنزاعات والأزمات التي تهدد الأمن والاستقرار. وربما يكون التعامل بحكمة وصواب مع القضية الفلسطينية هو الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.