أثار الإعلان الترويجي للاستاد الجديد للنادي الأهلي المصري، الذي تم بثه مع بداية شهر رمضان، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والجماهيرية المصرية، بسبب ظهور نجم الفريق السابق محمد أبو تريكة، الموضوع على قوائم الكيانات المحظورة.

وتباينت ردود الأفعال بين مؤيدين لظهوره باعتباره أحد أساطير النادي المصري، وبين معارضين يرون في ذلك استفزازاً لمشاعر المصريين، خصوصاً في ظل موقفه السياسي.

• أحمد موسى يعلن توقفه عن تشجيع الأهلي

الإعلامي أحمد موسى المعروف بهجومه الدائم ومعارضته لنجم الأهلي السابق، كان من أشد المعارضين وأوائل المنتقدين لظهور أبو تريكة في الإعلان، إذ أعلن عبر حسابه على منصة «إكس» أنه سيتوقف عن تشجيع النادي الأهلي وسيركز فقط على المنتخب الوطني، مؤكداً أن أي مصري يحب بلده لن يقبل بظهور أبو تريكة في إعلان رسمي.

• مطالبات بوقف الإعلان

امتد الجدل إلى عدد من الإعلاميين والجماهير الذين هاجموا الإعلان، وعلى رأسهم الإعلامي محمد الباز، الذي طالب بوقف بثه، معتبراً أنه «يمثل إساءة لمصر والمصريين»، مشدداً على أن «مصر فوق الأهلي»، وواصفاً ظهور أبو تريكة بأنه «محاولة لتبييض صورة من دعم الإرهاب».

في السياق نفسه، تساءل الإعلامي عمرو أديب عن «مقام الأهلي» بعد ظهور أبو تريكة في الإعلان، مشيراً إلى أنه لا يمكن وضعه في صورة البطل، وأن محاولة إعادة تقديمه للجمهور بهذا الشكل غير مقبولة.

• ابنة هشام بركات تهاجم الإعلان

من جهتها، أبدت المستشارة مروة هشام بركات، ابنة النائب العام المصري الراحل، رفضها القاطع لظهور أبو تريكة في الإعلان، معتبرة أنه «شخص باع بلده وساند الجماعات الإرهابية»، متسائلة عن كيفية تقديمه كنموذج يُحتذى به في نادٍ بحجم الأهلي. وأكدت أن مصر لن تنسى من دعم الإرهاب أو تواطأ معه.

وكتب الإعلامي عمرو أديب، تغريدة على موقع «إكس» رداً على ما نشرته المستشارة مروة هشام بركات، وقال: إلى السيدة الفاضلة ابنة الشهيد هشام بركات: الشهيد شهيد والإرهابي إرهابي ولن تختلط الأمور مهما حدث ومهما حاولوا تغيير الحقيقة لسبب أو لآخر سياسياً كان أو اقتصادياً أو شعبوياً، فأرجوكِ سيدتي اعلمي أننا نعرف الحقيقة والتاريخ يعرف الحقيقة ورب العالمين فوق الجميع مطلع ومنتقم جبار.

وأضاف: «سيدتى لستِ وحدكِ ونحن لم ننسَ الوالد الشهيد لم ننسَ الفزع الذي اجتاح البلد عندما حدث الانفجار، لم ننسَ الشهيد الشجاع، وكما قال أحمد فؤاد نجم: الجدع جدع والجبان جبان، نحن على حق وهم على باطل ولن يتغير هذا الوضع أبداً هذا وعد وعهد ولو عادوا عدنا».

• شوبير وبركات يدعمان أبو تريكة

على الجانب الآخر، أبدى عدد من جماهير النادي الأهلي سعادتهم لظهور أبو تريكة في الإعلان، متمنين عودته إلى مصر ورؤيته في النادي الأهلي مرة أخرى.

وقال الإعلامي أحمد شوبير حارس مرمي الأهلي السابق، ومقدم برنامج «التوك شو» الرئيسي على قناة النادي، إن الجماهير سعيدة بظهور أبو تريكة لرصيده لديهم لما قدمه للمنتخب والنادي الأهلي.

وغرّد على موقع «إكس» قائلاً: ”جماهير الأهلي طايره بظهور محمد أبو تريكة في إعلان القلعة الحمراء، وهذا شيء جميل، يظل أبو تريكة نجماً كبيراً جداً محفوراً في القلوب، لأن له رصيداً واحنا بنحب هذا النجم لما قدمه لمنتخب بلاده وللنادي الأهلي، بعيداً عن أي حد بيحاول يصطاد”.

أخبار ذات صلة

 

كما وجه محمد بركات، نجم الأهلي السابق، رسالة خاصة إلى زميله السابق محمد أبوتريكة، عبر «بودكاست القلعة الحمراء» قال فيها إن أبو تريكة من أكثر الأشخاص تأثيراً خططياً في فريق الأهلي خلال فترة لعبهما.

وأضاف بركات أن أبوتريكة كان يتميز عن باقي اللاعبين بلمسته الفنية المميزة، التي كانت كفيلة بإيصالك إلى مرمى الخصم.

كما استشهد بركات بموقف مباراة الأهلي والملعب المالي، في دور الـ16 بدوري أبطال أفريقيا، حينما خسر الأحمر خلال لقاء الذهاب بهدف نظيف، تمكن أبوتريكة من تسجيل ثلاثة أهداف، مع تحامله على مرضه، ليكون أحد أسباب عدم توديع البطولة.

• بين التأييد والرفض.. الأزمة مستمرة

وسط هذا الجدل، يبقى الإعلان محط انقسام بين جمهور الأهلي، إذ يرى البعض أن ظهور أبو تريكة طبيعي نظراً لتاريخه الكبير مع النادي، بينما يطالب آخرون بموقف حاسم من الإدارة لتجنب إثارة الأزمات السياسية في الوسط الرياضي.

• الأهلي في مأزق

حتى الآن، لم يصدر النادي الأهلي أي بيان رسمي للرد على الجدل المثار حول الإعلان، لكن الموقف المتأزم يضع إدارة النادي أمام تحدٍّ صعب، بين احترام رموز النادي الكروية من جهة، وعدم الدخول في صدام سياسي من جهة أخرى.

• موقف محمد أبو تريكة قانونياً

رغم الجدل المستمر حول اسم محمد أبو تريكة وربطه بقضايا الإرهاب، فإن الوضع القانوني للاعب الأهلي السابق لم يصل حتى الآن إلى مرحلة الإدانة الجنائية أو صدور حكم قضائي ضده، ولم يرد اسم أبو تريكة في أي قرار إحالة رسمي (أمر إحالة) إلى المحاكمة في قضية تتعلق بالإرهاب، لكنه أُدرج أكثر من مرة على قوائم الإرهاب بموجب تحقيقات أجرتها نيابة أمن الدولة العليا.

وقد جاء هذا الإدراج بناءً على طلب من لجنة حصر أموال الإخوان، وهي لجنة إدارية بتشكيل قضائي، إلا أن محكمة القضاء الإداري ألغت هذا القرار في مرحلة سابقة.

بعد ذلك، أعادت محكمة الجنايات إدراج اسم أبو تريكة لمدة خمس سنوات بطلب من النيابة العامة المصرية، استناداً إلى التحقيقات الجارية في قضية ورد اسمه بها.

لكن محكمة النقض ألغت قرار الإدراج، ثم أعادت النيابة طلب إدراجه مرة أخرى أمام محكمة الجنايات، التي قررت الإدراج مجدداً.

وتجدر الإشارة إلى أن قرارات الإدراج، إجراء احترازي وليس إدانة ومن المهم التوضيح أن الإدراج على قوائم الإرهاب هو إجراء احترازي، وليس حكماً قضائياً نهائياً، ويتم اتخاذه بناء على تحقيقات لم تُحَل إلى المحاكمة بعد، ولهذا كلما انتهت مدة الإدراج، تتقدم النيابة بطلب تجديده أمام محكمة الجنايات، ما يؤكد أن القضية لا تزال قيد التحقيق.

وبالتالي حتى اللحظة، لا يوجد أي حكم قضائي يدين أبو تريكة في قضية إرهاب، ولم يُحَل إلى المحاكمة بشكل رسمي، وكل ما يُثار إعلامياً حوله يتعلق بقرارات إدراج مؤقتة، وليست أحكاماً نهائية.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version