شهدت مدينة إسطنبول، اليوم الجمعة، انطلاق أعمال الاجتماع التأسيسي لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، بتنظيم من رئاسة البرلمان التركي بقيادة نعمان قورتولموش، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتضم المجموعة الجديدة برلمانات من 13 دولة، وتسعى إلى تشكيل منصة دائمة للتعاون والتشاور البرلماني بشأن القضية الفلسطينية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي واستمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية.

ووجه رئيس مجلس النواب البحريني، أحمد بن سلمان المسلم، تحية إجلال للشعب الفلسطيني على صموده، مؤكدا أن إسرائيل انتهكت الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وفرضت حصارا خانقا على المدنيين في غزة، متحدية القوانين الدولية.

وجدد المسلم تأكيد بلاده على موقفها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا إلى تفعيل الدور البرلماني في دعم صمود الفلسطينيين.

الحرب تهدد المنطقة والعالم

من جهته، حذر رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي من أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، وسط ظروف إقليمية بالغة التعقيد.

وقال إن العدوان الإسرائيلي دمر كل مقومات الحياة في غزة وتسبب في سقوط عشرات الآلاف من الشهداء. كما أن الاحتلال مستمر في تهويد الضفة الغربية، من خلال الفصل الجغرافي والاستيطان والتهديم.

وأكد الصفدي أن الأردن يرفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مشددا على ضرورة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. ودعا إلى تشكيل صندوق لدعم الفلسطينيين، ودعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة.

أردوغان أكد أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يعد دفاعا عن الإنسانية والسلام والعدالة (الأناضول)

لن نساوم ولن نطبع

وفي كلمة حادة اللهجة، اعتبر حماد أيوب، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مرحلة منذ نكبة عام 1948، متهما الاحتلال الإسرائيلي بالترويج العلني لسياسة التطهير العرقي، عبر محاولات التهجير المستمرة.

وانتقد أيوب صمت المجتمع الدولي وسير بعض الدول نحو التطبيع، مشددا على أن الجزائر لم ولن تغير موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية، ولن تنساق نحو أي شكل من أشكال التطبيع. ودعا إلى توحيد الصوت البرلماني لدعم القضية.

أما النائب الأول لرئيس مجلس النواب المصري، أحمد سعد الدين، فقد أكد في كلمته أن الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية لا تسقط بالتقادم. وقال إن ما يجري يكشف عن نية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر مخططات تهجير قسري للفلسطينيين.

وأوضح سعد الدين أن مصر ترفض بشكل قطعي أي مخطط للمساس بأمنها القومي أو استخدام أراضيها كأداة لتهجير الفلسطينيين، مشيرا إلى خطة التعافي وإعادة الإعمار التي أعدتها فلسطين بدعم عربي، التي تهدف إلى الحفاظ على الفلسطينيين في أرضهم، بالتعاون مع دولة قطر.

وأكد أن مصر مستمرة في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر وإدخال المساعدات، رغم المعارضة الإسرائيلية والأميركية لخطة الإعمار، وتفضيلهما لمخططات التهجير نحو دول الجوار.

بيان مرتقب

وعقب انتهاء الكلمات الرسمية، عقدت جلسة مغلقة بين الوفود المشاركة لتبادل وجهات النظر وصياغة البيان الختامي للاجتماع. ومن المتوقع أن يدعو البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ أكثر من 18 شهرا.

وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة قد توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في يناير/كانون الثاني 2025، لكن إسرائيل نقضت الاتفاق من طرف واحد في مارس/آذار الماضي، معلنة استئناف العمليات العسكرية تحت ضغط جناحها اليميني المتطرف.

وتواصل إسرائيل عمليات القصف في غزة، مما أدى حتى يوم الخميس إلى استشهاد 1691 فلسطينيا وإصابة 4464 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوز عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين 167 ألفا، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version