في الضفة الغربية المحتلة، اندلع إضراب شامل اليوم الأحد، احتجاجًا على مقتل 14 فلسطينيًا في عملية إسرائيلية بمخيم نور شمس في طولكرم، وتزامن الإضراب مع اشتداد ضربات إسرائيلية على قطاع غزة. شل الإضراب الحياة في الضفة، حيث أُغلقت المدارس والجامعات والمحلات التجارية، ودعت الجماهير إلى مواصلة المواجهات مع قوات الاحتلال. في غزة، تصاعدت الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق الجنوبية، مما أسفر عن انتشال جثامين 50 مدنيًا على الأقل في خان يونس.

وفي حادثة أخرى في رفح، قتل 8 مواطنين من بانهم 5 أطفال وامرأتان في غارات إسرائيلية على منازل، وشنت القوات الإسرائيلية غارات على أرض زراعية تؤوي نازحين في منطقة خربة العدس، واستهدفت منزلًا قرب الحدود مع مصر. كما استهدفت الطائرات شقة سكنية تضم نازحين في تل السلطان مما أسفر عن مقتل 10 مواطنين بينهم أطفال ونساء. وفي خان يونس، قتل شخصان وأصيب 10 آخرين جراء قصف إسرائيلي على خيام تستضيف نازحين.

تتزامن الهجمات الإسرائيلية مع إعلان تل أبيب عن تمسكها بغزو رفح بحجة وجود قادة حماس وأسرى إسرائيليين، على الرغم من تحذيرات دولية من آثارها الإنسانية الكارثية. وفي ظل وجود مليون ونصف المليون نازح في المنطقة الحدودية، أكدت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي إلى أكثر من 34 ألف والجرحى إلى أكثر من 76 ألف جريح.

يرافق العدوان الإسرائيلي الشديد في غزة والضفة الغربية بدخول وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العالميين الآنية والتصعيد في المظاهرات والتظاهرات سواء لاسقاط النظام السياسي القني القائم أم للتنديد بالظلم الذي تقوم به إسرائيل، ويندرج ذلك كله في سياق ما يعتبرونه نضالًا حقوقيًّا ضد الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيين. تزايدت الدعوات إلى تحركات دولية ضد العدوان الإسرائيلي، منقلبين المأساة الإنسانية إلى قضية دولية تستحق المحاسبة.

إلى ذلك تواصل إسرائيل الهجمات على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، مما يؤدي إلى مزيد من الضحايا والدمار. يتمثل التحدي الرئيسي في تمكين الفلسطينيين من طريق الحرية والعدالة وإنهاء احتلال إسرائيل الذي يستمر منذ عقود، ويظل الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال واستعادة الحقوق الأساسية هي الملف الرئيسي على الساحة الدولية. يبقى السؤال الأبرز هو: متى ستتخذ المجتمع الدولي إجراءات حقيقية لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام والعدالة للشعب الفلسطيني؟

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.