في شهر رمضان المبارك، يحرص الكثيرون على تغيير أنماطهم الغذائية، إلا أن بعض العادات الخاطئة قد تؤثر سلباً على صحتهم. وللحديث عن ذلك، أجرينا حواراً مع استشاري أمراض القلب وعميد معهد القلب القومي المصري السابق الدكتور جمال شعبان ليقدم لنا نصائح مهمة لمرضى القلب حول التغذية السليمة في رمضان، وأبرز العادات الخاطئة التي يجب تجنبها، إضافة إلى فوائد الصيام الصحية.

الهرع إلى التمر هندي

• ما أبرز العادات الغذائية الخاطئة التي يقع فيها الصائمون خلال رمضان؟

•• هناك العديد من العادات غير الصحية التي يقوم بها الصائمون، ومن أبرزها على سبيل المثال الإفطار على سيجارة أو فنجان قهوة، ما يؤدي إلى تهيج المعدة وزيادة الحموضة، وكذلك شرب الماء المثلج بكميات كبيرة مباشرة عند الإفطار، ما قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، وأيضاً من العادات الخاطئة تناول وجبة إفطار كبيرة دفعة واحدة، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول وعسر الهضم.

كما يقع بعض الصائمين في خطأ كبير عند الإفطار اذ يهرولون إلى الإكثار من المشروبات المحلاة بالسكر مثل التمر الهندي، الذي يرفع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة، والإفراط في تناول المقليات والحلويات، التي تؤثر سلباً على الجهاز الهضمي وتسبب اضطراباته وكذلك زيادة الوزن بشكل ملفت.

سحور وزبادي

• ما الطريقة المثلى لبدء الإفطار بشكل صحي؟

•• يُفضل بدء الإفطار بتناول التمر والماء، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن التمر يمنح الجسم طاقة سريعة، والماء يعوض السوائل المفقودة، ثم بعد ذلك، يمكن تناول الشوربة الدافئة والسلطة، ثم الانتظار قليلاً قبل تناول الطبق الرئيسي.

• ماذا عن وجبة السحور؟ وما أهميتها للصائم؟

•• وجبة السحور ضرورية لأنها تمنح الجسم الطاقة اللازمة لساعات الصيام الطويلة، ومن المهم أن تحتوي على مصادر بروتين مثل البيض أو الفول، مع مصادر ألياف مثل الخضروات والخبز الأسمر، إضافة إلى منتجات الألبان مثل الزبادي الذي يساعد في تحسين الهضم.

تجنّبوا المخللات والقهوة

• ما الأطعمة التي يجب تجنبها في السحور؟

•• يجب الابتعاد عن الأطعمة المالحة والمخللات لأنها تسبب العطش الشديد، وكذلك المقليات والأطعمة الغنية بالسكريات، لأنها تؤدي إلى ارتفاع سريع في سكر الدم ثم انخفاضه، ما يجعل الصائم يشعر بالجوع بسرعة.

ويجب أيضاً تجنب تناول الشاي والقهوة في السحور لأن الكافيين في الشاي والقهوة يزيد من فقدان السوائل.

• متى يكون الصيام مسموحاً لمرضى القلب؟ ومتى يُنصح بالإفطار؟

•• الأمر يعتمد على حالة المريض ومدى استقرار وظائف القلب، وهناك ثلاث فئات رئيسية في هذا الإطار:

الفئة الأولى: المسموح لهم بالصيام، مرضى قصور الشرايين المزمن دون أعراض ذبحة صدرية أو آلام تتطلب تناول أدوية تحت اللسان، مرضى ارتفاع ضغط الدم بشرط أن يكون مستقراً وتحت السيطرة بالأدوية.

مرضى ارتفاع الكوليسترول، إذ يكون الصيام مفيداً لهم إذا التزموا بنظام غذائي صحي.

أما الفئة الثانية فيُنصح لهم بالإفطار وتعويض الأيام لاحقاً، مثل من تعرضوا لجلطة حديثة أو ذبحة غير مستقرة، و من خضعوا لتركيب دعامات خلال آخر ثلاثة أشهر، ومن أجروا جراحة قلب مفتوح خلال آخر 2-3 أشهر، إذ يحتاج الجسم إلى فترة تعافٍ كافية.

والفئة الثالثة يُحظر عليها الصيام تماماً، ومنها مرضى هبوط عضلة القلب الذين يعتمدون على أدوية مدرّة للبول، وقد يتسبب الصيام في فقدان السوائل بشكل غير متوازن، مرضى القلب المصحوب بمرض السكري غير المسيطر عليه، لأنهم يحتاجون إلى وجبات منتظمة للحفاظ على مستوى السكر في الدم، ثم مرضى القلب المصحوب بخلل في وظائف الكلى، إذ يحتاجون إلى انتظام في تناول السوائل والأدوية.

اعتدلوا في الأكل

• من الناحية الصحية، ما الفوائد التي يوفرها الصيام للجسم؟

•• للصيام فوائد صحية عديدة على الجسم، منها تحسين حساسية الأنسولين وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، وتعزيز عمليات الإصلاح الخلوي والتخلص من السموم، وتحسين صحة القلب عبر تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وتعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر، والمساعدة في فقدان الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة في الأحشاء.

• هل هناك نصائح إضافية للحفاظ على صحة جيدة خلال رمضان؟

•• بالطبع، أنصح بشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، وممارسة الرياضة الخفيفة بعد الإفطار مثل المشي، وتناول وجبات متوازنة وتجنب الإفراط في الطعام، والنوم بشكل منتظم للحفاظ على طاقة الجسم.

• رسالتك للصائمين؟

•• رمضان فرصة رائعة لاعتماد أسلوب حياة صحي، وليس للإفراط في الطعام. لذلك، أدعو الجميع إلى الاعتدال في الأكل، وتجنب العادات الخاطئة، والاستفادة من فوائد الصيام لتعزيز الصحة العامة.

أنصح هؤلاء المرضى بعدم الصيام

هذه العادات الغذائية خاطئة وخطيرة

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.