تلقى القائد الكردي عبد الله أوجلان، الذي يعتقل منفردا في تركيا منذ عام 1999، زيارة من عائلته لأول مرة منذ 43 شهرا. وقد أعلن ابن أخيه عمر أوجلان أنهم التقوا بعبد الله أوجلان يوم 23 أكتوبر 2024، بعد أن كان آخر لقاء مباشر بينهم في مارس 2020. وطالب عمر بضرورة استمرار الزيارات العائلية الروتينية لأوجلان، نظرا لأهميتها وحقه القانوني فيها.

أوجلان قد نادى في الأعوام 2014 و 2015 بإنهاء التمرد ضد الدولة التركية، وذلك في إطار سعيه لحل سلمي للقضية الكردية. وتم اعتقاله في فبراير 1999 في نيروبي وسجنه في السجن المعزول في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول بعد إدانته بتهمة القيادة في تمرد مسلح ضد تركيا، وكانت القضاء التركي قد حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد. وتصنف أنقرة الحزب الذي تأسسه أوجلان منظمة إرهابية.

زاد القلق من الحريات القديم الممنوحة لأوجلان بعد عدم قدرة محاموه على زيارته منذ أغسطس 2019، وهو ما جعل عائلته يعتبرون الزيارة الأخيرة له كبمناسبة نادرة تستحق الاهتمام، مما يزيد الضغط على السلطات التركية للسماح بزيارات دورية له.

تزامنت الزيارة العائلية لأوجلان مع حادث إطلاق نار استهدف مقر شركة لصناعات الفضاء في تركيا وأسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين. وألقت الحكومة التركية باللوم على حزب العمال الكردستاني. وردا على ذلك، قصفت تركيا مواقع تابعة للحزب في العراق وسوريا، مما يعقد المشهد السياسي في المنطقة ويثير انتقادات دولية.

من الواضح أن توتر العلاقات بين الأكراد والحكومة التركية ما زال مستمرا، حيث لا تزال التهمة الموجهة لأوجلان وحزبه بأنهما منظمة إرهابية تثير الجدل والانقسامات. وعلى الرغم من نداءاته بالتخلي عن التمرد والسعي لإيجاد حلول سلمية، إلا أن الأوضاع الأمنية المتأزمة تبقى عائقا أمام أي تقدم في هذا المجال.

تشهد المنطقة الكردية تصاعدا في العنف والتوترات، مما يعني ضرورة التدخل السريع لتهدئة الأوضاع ومنع المزيد من الانزلاق نحو الصراعات والاشتباكات. ومن المتوقع أن تحظى زيارة عائلة أوجلان بأهمية كبيرة في تخفيف التوترات وإيجاد سبل لحل الخلافات بطرق سلمية وبناءة لمستقبل أفضل للمنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version