استقبل أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، في مكتبه بالإمارة اليوم، عدداً من ذوي المواطن محمد سند الشمري، الذين تنازلوا لوجه الله سبحانه وتعالى عن حقهم في القصاص من قاتل والدهم، مكتفين بالدية الشرعية، في موقف يعكس أسمى صور العفو والتسامح.
وأشاد أمير حائل بهذا العمل العظيم، واصفاً إياه بـ«الموقف الإنساني الذي يُجسّد القيم الإسلامية النبيلة، ويضرب أروع الأمثلة في العفو عند المقدرة». وقال: «المجتمع السعودي يفاخر بمثل هذه المواقف التي ترتقي بالنفوس وتُعلي شأن التسامح في لحظات يُختبر فيها الصبر والاحتساب».
وأكد أمير حائل أن ما قام به ذوو المجني عليه لا يُعدّ تنازلًا فحسب، بل رسالة عظيمة في نُبل الأخلاق ورفعة الإيمان، داعياً المولى سبحانه وتعالى أن يجزيهم خير الجزاء، ويتغمد فقيدهم بواسع رحمته.
من جهتهم، عبّر ذوو المواطن محمد سند الشمري – رحمه الله – عن شكرهم وتقديرهم لأمير منطقة حائل عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، على كريم استقباله واهتمامه وحرصه الدائم على نشر قيم التسامح والإصلاح.
وأكدوا أنهم قرروا التنازل عن القصاص لوجه الله تعالى؛ طلباً للأجر والثواب، واقتداءً بنهج والدهم – رحمه الله – الذي عُرف بالسعي للخير والدعوة إلى الإصلاح.
وأضافوا: «نؤمن أن العفو عند المقدرة من أعظم القيم، وما قمنا به هو تطبيق لتعاليم ديننا الحنيف، الذي يحثنا على الصفح والتسامح، ويجعل الأجر في ترك العقوبة أعظم من نيلها».
واختتموا حديثهم بالدعاء أن يتغمد الله فقيدهم بواسع رحمته، وأن يجزيهم وكل من وقف معهم خير الجزاء، وأن يديم على هذا الوطن الأمن والوحدة، في ظل قيادته الرشيدة.
وتعد منطقة حائل، امتداداً لما تنعم به المملكة من تُنفيذ الحدود بإيمان، ومد الجسور نحو التنازل متى حضر الوعي واستيقظت القلوب، حيث يتشارك المواطنون مع أميرهم عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، الذي جعل من الصفح مشروعاً مستمراً، ومن عتق الرقاب مساراً لا يتوقف، ومن الإصلاح طريقاً طويلاً يمشيه بنفسه، كلمة بكلمة، وخطوة بخطوة.
ولا يكتفي الأمير عبدالعزيز بن سعد بالإشراف أو التوجيه، بل يحضر، ويبذل، يتابع، ويستشعر حجم المسؤولية، ويخاطب في الناس أجمل ما فيهم من قيم، يدعوهم للحلم الكبير بأن ترتقي النفوس فوق الخصومة، وأن تُمنح الحياة فرصة جديدة لمن كان على شفير الفقد.
أهالي حائل استجابوا لهذا النداء النبيل، وشاركوا أميرهم في حمل هذه الرسالة. تكررت مواقف التنازل، وامتلأت المجالس بحكايات عفو تكتبها القلوب قبل المحاكم، وتؤكد أن في حائل مجتمعاً اختار أن يصنع من الرحمة قوة، ومن الحكمة طريقاً، ومن العطاء أفقاً مفتوحاً لا تحدّه الظروف.
والجهد المبذول في هذا الملف يتجاوز العمل الرسمي، ليصل إلى بناء وعي جمعي يرى في الصفح رفعة، وفي عتق الرقاب مسؤولية مشتركة، وفي المشاركة مع الأمير وقوفاً إلى جانب الحق والفضل معاً.
أخبار ذات صلة