خلال الخمسين عاماً الماضية، كانت السياسة الأمريكية تتميز بالثبات والتفصيل في مواقفها، حيث كانت تدعم القوى الاعتدال والسلام، وتعارض كل قوى الشر في منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، كانت إدارة رونالد ريغان تواجه الاتحاد السوفياتي والفصائل الإرهابية وتدعم الحلفاء مثل السعودية ومصر ودول الخليج. كانت العلاقات مع المنطقة صارمة ولا تسمح بالتنازل عن حلفاءها.

في الفترة بين 1980-1990، كان الشرق الأوسط يشهد حروباً عديدة مثل الحرب السوفيتية الأفغانية والحرب العراقية الإيرانية، ولكن كانت الولايات المتحدة تحافظ على علاقات قوية مع حلفائها في المنطقة وتساهم في حل الأزمات. بفضل التنسيق مع حلفائها، تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق الاستقرار وتهدئة الأزمات في المنطقة.

بعد ريغان، جاءت إدارة باراك أوباما التي اتخذت موقفاً مختلفاً، حيث أعلنت عدم الاهتمام بالشرق الأوسط وتغافلت عن حلفائها. ومع ذلك، بقيت المصالح الأمريكية العميقة تعمل في الخلفية وتحتفظ بتأثيرها على السياسة الأمريكية في المنطقة. من الضروري وجود إدارة واعية قادرة على استعادة التوازن والاهتمام بالشرق الأوسط بشكل يحفظ للحلفاء مكانتهم ويضمن الاستقرار.

المشهد الحالي في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير فترة ريغان، حيث تشهد المنطقة صراعات وحروب متعددة، ولكن بدون التوجيه والحكمة اللازمة التي كانت تقدمها إدارة ريغان. وفي ظل ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في سياستها تجاه الشرق الأوسط وتحافظ على تحالفاتها لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة.

الحاجة العميقة للتعامل بحذر وحكمة مع الشرق الأوسط تظهر بوضوح، حيث يجب على الولايات المتحدة ألا تستهتر بحلفائها وأن تبقى ملتزمة بالتعاون والثقة مع دول المنطقة. تجاهل الشرق الأوسط أو الاستهتار بتحالفاتها سيكون له تأثير سلبي على الأمن والاستقرار في المنطقة.

لإعادة التوازن في السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط، يجب على الإدارة الحالية في واشنطن أن تكون أكثر تواضعاً وأن تعيد التركيز على تعزيز التحالفات والتعاون مع الدول في المنطقة. من المهم فهم أن الاستقرار في الشرق الأوسط يعود بالنفع على الجميع وأن التعاون والحوار هما السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version