في تطور مفاجئ أثار ضجة واسعة بين الطلاب وأولياء الأمور في مصر، أعلنت صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة»، الشهيرة بتسريب اختبارات الثانوية العامة والإعدادية، اعتزالها نهائيًا نشاط التسريبات بعد سنوات من الجدل والتحديات التي واجهتها مع وزارة التربية والتعليم.
إعلان «اعتزال شاومينج» أثار موجة من التفاعل، بين مؤيد يرى في القرار خطوة إيجابية، وآخر متخوف من اختفاء مصدر اعتمدوا عليه في ظل ضغوط الامتحانات.
وجاء في بيان «شاومينج» عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي: «أعلن اعتزالي مجال تسريب الامتحانات بعد مرور 3 سنوات، شكرًا لكل من دعمني من الطلبة أو المعلمين أو أولياء الأمور.. ألقاكم على خير، #مفيش_تسريب_امتحانات_تاني».
الرسالة التي وُجهت لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية قبل أسابيع من امتحانات نهاية العام الدراسي، أثارت جدلًا كبيرًا، حيث اعتبرها البعض اعتذارًا رمزيًا، بينما رأى آخرون أنها قد تكون مجرد خدعة للتغطية على ضغوط أمنية متزايدة.
تعود بداية ظهور «شاومينج» إلى عام 2012، عندما ظهرت كصفحة على فيسبوك تهدف إلى مساعدة طلاب الثانوية العامة من خلال نشر إجابات نموذجية وملخصات دراسية،. لكن بحلول عام 2015 تحولت الصفحة إلى منصة لتسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة، ما أثار ارتباكًا كبيرًا لدى وزارة التربية والتعليم.
أخبار ذات صلة
اسم «شاومينج» المستوحى من كلمة صينية تعني الأسطورة، أصبح رمزًا لتحدي النظام التعليمي، حيث كتب أدمن الصفحة في 2015: «أنا أسطورة لن تنتهي إلا بإصلاح التعليم في مصر».
وعلى مر السنوات انتقلت الصفحة من فيسبوك إلى منصات أكثر تشفيرًا مثل واتساب وتليغرام، ما جعل تتبعها أصعب، وبحلول عام 2018، أغلقت وزار. من العمر 21 عامًا، بتهمة إدارتها، لكن التسريبات استمرت عبر حسابات جديدة.
وادعت الصفحة في وقت سابق أنها تتلقى الامتحانات من مصادر داخل وزارة التربية والتعليم ما زاد من حدة التوتر بينها وبين السلطات.
وخلال عقد من الزمان، أثرت «شاومينج» بشكل كبير على الطلاب والنظام التعليمي، حيث اعتبر العديد من الطلاب الصفحة منقذًا في ظل صعوبة المناهج وضغط الامتحانات خصوصاً أن التسريبات التي كانت تُنشر أحيانًا قبل ساعات من الامتحان، منحت بعض الطلاب فرصة للتحضير بشكل أفضل، بينما في الوقت نفسه تُعرض نزاهة العملية التعليمية للخطر، ما دفع الوزارة لتشديد الإجراءات الأمنية، مثل استخدام صناديق حديدية لنقل الأسئلة وتطبيق نظام البوكليت.
من جانبها، لم تصدر وزارة التربية والتعليم، بيانًا رسميًا حتى الآن، لكن مصادر داخلية أشارت إلى أن الوزارة تراقب الوضع بحذر، مع استمرار جهودها لتأمين الامتحانات من خلال غرف عمليات مركزية وتعاون مع الجهات الأمنية.