في حفل توزيع جوائز البوكر العربية للرواية في دورتها الـ17، تم منح الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي جائزة أفضل رواية عربية عن روايته “قناع بلون السماء” التي نشرتها دار الآداب. يجلس خندقجي حالياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب 20 عاماً. تسلمت المديرة التنفيذية لدار الآداب رنا إدريس الجائزة نيابة عن الروائي الأسير، بحضور شقيقه يوسف خندقجي. تدور الرواية حول عالم آثار يعيش في مخيم في رام الله، ويجد هوية زرقاء في جيب معطف قديم لإسرائيلي، فيقرر ارتداء قناع المحتل في محاولة لاستيعاب عقلية الاحتلال.
باسم خندقجي، البالغ من العمر 40 عاماً والمنحدر من نابلس، تم اعتقاله في نوفمبر 2004 ومثّل أمام الاحتلال لتحقيق طويل قبل أن يحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات. قبل اعتقاله، كان طالباً في جامعة النجاح الوطنية في تخصص الصحافة والإعلام، وقد نشر ديوانين شعريين وعدة مقالات وروايات أدبية منها “نرجس العزلة” و”خسوف بدرالدين”، إلى جانب روايته الفائزة بالجائزة “قناع بلون السماء” التي تم ترجمتها إلى الفرنسية. يُعتبر خندقجي أحد الروائيين المميزين في العالم العربي لأسلوبه الأدبي البارع.
قدم مركز أبوظبي للغة العربية بدعم من مؤسسة بوكر في لندن جائزة بقيمة 50 ألف دولار، بالإضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. أعلنت القائمة القصيرة للترشيحات في فبراير وتضمنت رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” لأحمد المرسي من مصر، و”سماء القدس السابعة” لأسامة العيسى من فلسطين، و”خاتم سليمى” للسورية ريما بالي، إلى جانب رواية باسم خندقجي وروايات من مغربي وسعودي. تعتبر الجائزة فرصة للكتاب العرب للتألق ولتعزيز الأدب العربي.
تعتبر رواية “قناع بلون السماء” بوابة لاستكشاف عقلية الاحتلال والتعبير عن تجربة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي. باسم خندقجي استطاع من خلال أسلوبه الأدبي الفريد أن يلمس نواحي مظلمة ومعقدة من الصراع العربي الإسرائيلي، ويحاول تقديم قصة تعبر عن الحقيقة والإنسانية في ظل الظروف القاسية للاحتلال والمقاومة الفلسطينية. الجائزة جاءت تكريماً لموهبة خندقجي ولعمله الذي يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والسياسية لهذا الصراع المستمر.
