تشهد ولاية القضارف في السودان أزمة مياه الشرب التي تفاقمت بسبب وجود عدد كبير من النازحين الذين فروا من مناطق الحرب التي دخلت عامها الثاني. تجد العربات التي تجرها الحيوانات في الولاية تقديم المياه النقية للسكان من مصادر المياه المتاحة، ولكن بصعوبة بالغة. يقطن القضارف مليوني نسمة، نصفهم من النازحين، مما يجعل موارد المياه غير كافية لهذا العدد الكبير من السكان.

يتم معالجة المياه في القضارف بتكاليف باهظة لضمان صلاحيتها للشرب، وفي فصل الصيف تتفاقم الأزمة بشكل كبير وترتفع التكاليف بشكل ملحوظ لجلب المياه من بعيد. وتصبح الأمور أكثر تعقيدا بسبب وجود 100 مركز إيواء في الولاية، مما يعني أن الموارد المائية ليست كافية لتلبية حاجات السكان، وأن بعض المياه غير صالحة للشرب مما يزيد من محنة النازحين وتعاني سكان القضارف من نقص في المواد الغذائية والأدوية في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

إلى جانب أزمة المياه، يعاني النازحون في القضارف من صعوبات في الحصول على الغذاء والدواء، ويواجهون ازدحاما في مراكز الإيواء من أجل الحصول على المساعدات المالية التي تقدمها برامج المساعدة العالمية. هذا يعني أن الوضع في الولاية غير مستقر ويحتاج إلى حلول عاجلة لتوفير المياه النقية والمواد الأساسية للنازحين والسكان المحليين.

يجب على الحكومة السودانية اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحسين وضع المياه في القضارف وضمان وصول المياه النقية للسكان بتكاليف معقولة. كما ينبغي العمل على توفير المساعدات اللازمة للنازحين من الغذاء والدواء من خلال تعزيز التعاون مع الجهات الإنسانية المعنية. على السلطات المحلية في الولاية توفير الدعم والمساعدة للسكان المحليين والنازحين للتغلب على هذه الأزمة الإنسانية التي تحتاج إلى اهتمام وتدخل فوري.

بالنظر إلى الوضع الحالي الذي يعاني منه سكان القضارف فيما يتعلق بالمياه والنقص في الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، يجب على المجتمع الدولي الانتباه إلى هذه الأزمة وتقديم المساعدة والدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر. العمل المشترك بين الحكومة والمنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي سيساهم في تقديم الحلول المناسبة لهذه الأزمة وتحسين الظروف المعيشية للنازحين والسكان المحليين في ولاية القضارف.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version