أوضح الدكتور محمد آل زلفة، المتخصص في تاريخ الجزيرة العربية الحديث، أن الفضل في اكتشاف أوراق تجارية تعود لتاجر مدينة أبها الشهير عبدالله المحب باحيدرة يعود إلى الصدفة حيث وجدت هذه الوثائق عرضة للبيع في متجر تراثي في قرية المفتاحة. وأشار إلى أن هذا الاكتشاف دفعه للبحث عن مصادر وثائقية تسلط الضوء على التاريخ بشكل شامل، وليس فقط الاعتماد على دور المحفوظات.
وتطرق آل زلفة خلال الأمسية التي حملت عنوان “لمحات من تاريخ أبها من خلال أوراق عبدالله المحب”، إلى خطواته الأولى في دراسة التاريخ الحديث للجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية، وكيف قام بالبحث عن وثائق خاصة لبعض موظفي الدولة الذين عملوا في الفترة الزمنية المبكرة لتأسيس المملكة العربية السعودية.
وأكد آل زلفة على أهمية الوثائق التجارية التي اكتشفها، حيث أن تلك الوثائق تعود لتاجر كان يقوم بدور المسؤول عن البريد في أبها وكان يقوم بتحويل الأموال وصرف العملات بين مختلف المناطق. وأشار إلى أن هذه الوثائق تكشف عن جوانب مختلفة من تاريخ مدينة أبها وانتقالاتها السياسية والاقتصادية على مر العصور.
وأوضح آل زلفة أن أهمية هذه الوثائق تكمن في توثيق التجارة ووسائل النقل والرسوم الجمركية التي كانت تطبق في تلك الفترة. كما أشار إلى دور التجار في الحفاظ على تلك المستندات التجارية التي تعتبر شاهداً على تاريخ الحركة التجارية والعلاقات الدولية للمنطقة.
وأخيراً، أكد آل زلفة على أن الوثائق التي اكتشفها تعتبر مصدرًا قيمًا لدراسة تاريخ مدينة أبها ومنطقة عسير، حيث تعكس تلك الوثائق مراحل مهمة من تاريخ المدينة وتحولاتها الاقتصادية والسياسية خلال الفترات الزمنية المختلفة. وشدد على أهمية الاعتماد على الوثائق الأصلية في إعادة بناء تاريخ المنطقة وواقعها الاجتماعي والثقافي.