تتواصل التوترات بين إسرائيل وإيران مع استمرار هجمات الجيش الإسرائيلي على الأهداف الإيرانية، وذلك من خلال تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب وهجمات إلكترونية تستهدف الحرس الثوري الإيراني وبرنامج طهران النووي. تأتي هذه الهجمات في إطار سعي الجيش الإسرائيلي لتأكيد قوته وقدرته على التصدي لما يعتبره تهديدات أمنية. وقد شهدت السنوات السابقة العديد من الهجمات الإسرائيلية على أهداف وشخصيات إيرانية، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين.
في العام 2010، تعرضت منشأة نطنز في إيران لهجوم إلكتروني باستخدام فيروس “ستوكسنت”، مما أدى إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. اتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذا الهجوم، وأشار خبراء الأمن السيبراني إلى دور قوى غربية في دعم الهجوم. وفي عام 2020، تم اغتيال عالم الطاقة النووية محسن فخري زاده بالقرب من طهران، حيث يعتقد أن إسرائيل هي المسؤولة عن هذا الاغتيال.
وفي عام 2021، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إسرائيل استهدفت نحو 12 سفينة تنقل النفط الإيراني إلى سوريا، وذلك باستخدام ألغام تحت الماء. وشهدت منشأة نطنز انفجارًا صغيرًا نتج عنه تعطيل النظام الكهربائي الذي يمد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. في عام 2022، تم اغتيال العقيد سعيد خدائي وصياد خدايي من الحرس الثوري الإيراني، وشهدت إيران حوادث تسمم لعلماء إيرانيين تسببت في شائعات حول تدخل إسرائيل في تلك الحوادث.
وفي عام 2023، قتل المستشار رضي موسوي الذي يحمل رتبة لواء في سوريا، واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء هذا الهجوم. بينما استهدفت إسرائيل في عام 2024 مبنى في دمشق مما أسفر عن مقتل قادة إيرانيين بارزين، واغتال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. كما أصيب السفير الإيراني في لبنان مجتبی امانی في هجوم إسرائيلي تسبب في مقتل عدد من الأشخاص وجرح آلاف آخرين.
تبدي إيران استياءها الشديد من هذه الهجمات وتتوعد بالانتقام، حيث تتهم إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب وهجمات إلكترونية تستهدف الحرس الثوري الإيراني وبرنامج طهران النووي. تظهر الأحداث المتتالية منذ عدة سنوات استمرار تصعيد التوترات بين البلدين، مما يثير المخاوف بشأن تصاعد المواجهة وتفاقم الصراع بينهما.