توفي أكثر من 3600 شخص بمفردهم في منازلهم في كوريا الجنوبية العام الماضي، بحسب بيانات أظهرت ذلك أمس، حيث شكل الرجال في منتصف العمر والمسنون أكثر من نصف هذه الوفيات. ويعود ذلك إلى حالات وفاة لأفراد يعيشون في عزلة اجتماعية دون أي اتصال مع الآخرين، والذين يتوفون نتيجة للانتحار أو المرض أو لأسباب أخرى. وتشير هذه الأرقام إلى أن 1.04 من كل 100 وفاة في كوريا الجنوبية كانت في الحقيقة وفاة لأشخاص بمفردهم العام الماضي.
وقال نوه جونج-هون، مسؤول الرعاية الاجتماعية بوزارة الصحة: «يبدو أن الوفيات الوحيدة بين الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر تعزى إلى الفشل في العثور على وظائف أو التعرض للفصل من العمل». وأضاف: «نخطط لمساعدتهم في الوصول إلى منظمات يمكنها تقديم وظائف، إلى جانب اتخاذ تدابير لمساعدتهم على تحسين حالتهم الصحية التي تدهورت خلال فترة العزلة».
الرجال في منتصف العمر والمسنون كانوا أكثر عرضة للوفاة بمفردهم في كوريا الجنوبية، وهذا يعكس التحدث عن قضايا مثل عزلة الانتحار والأمراض المزمنة التي تؤدي إلى الوفاة. ويظهر أن هناك حاجة ملحة لتوفير الرعاية والدعم لهؤلاء الأشخاص، سواء من خلال تقديم فرص عمل أو عناية صحية منتظمة لتحسين حياتهم والوقاية من وفيات مشابهة في المستقبل.
معظم الوفيات بمفردهم تحدث بين الأشخاص في العزلة الاجتماعية التامة دون أي تواصل مع العائلة أو الأصدقاء، وهذا يؤكد على أهمية الدعم الاجتماعي والتواصل الاجتماعي الذي يمكن أن يساعد في منع حالات الوفاة هذه. يجب على المجتمع توفير بيئة مشجعة ومليئة بالدعم والمحبة لتجنب وفيات غير مبررة ناتجة عن العزلة.
ينبغي على الحكومة اتخاذ تدابير فورية لمساعدة الأفراد الذين يعانون من عزلة اجتماعية والذين يمكن أن يكونوا عرضة للانتحار أو الأمراض المزمنة. يجب تحسين الحماية الاجتماعية وتقديم الدعم لهؤلاء الأشخاص، بما في ذلك توفير فرص عمل وبرامج صحية منتظمة لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة والعيش بصورة صحية ومستقرة.
تحتاج الحكومة والمجتمع بأسره إلى العمل سويًا من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والصحي للأشخاص الذين يعيشون في العزلة. يجب تحفيز التواصل الاجتماعي وتعزيز الشبكات الاجتماعية من خلال توفير الدعم المالي والنفسي اللازم. بذل الجهود المشتركة لمواجهة هذه المشكلة يمكن أن يحقق تقدمًا كبيرًا في الحد من حالات الوفاة الناتجة عن العزلة والانتحار في المجتمع.
