يتوقع العلماء أن يكون عام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث كانت درجات الحرارة العالمية فوق المعدل منذ بداية العام بنسبة 0.71 درجة مئوية. وتعتبر هذه الارتفاعات هي الأعلى على الإطلاق لهذه الفترة، مما يجعل احتمالية تحطيم السجلات القديمة شبه مئية. وتقول خدمة تغير المناخ كوبيرنيكوس إنه يجب أن تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ في الأشهر المتبقية من 2024 لتتجنب تحطيم الرقم القياسي. وقد كان عام 2023 بارتفاع 1.48 درجة مئوية فوق المستويات الصناعية. ومن المرجح أن يكون العام 2024 أكثر من 1.55 درجة مئوية فوق المستويات الصناعية، مما يُعد تحدًا كبيرًا لاتفاق باريس. وتعتبر هذه الزيادة الطويلة المدى خطيرة بالقرب من الهدف الطويل المدى المراد تحقيقه.

يأتي هذا بعد صيف حار للغاية في اوروبا، حيث تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة. في يوليو، شهدت الأرض أكثر يومين ساخنين على الإطلاق، بينما تعرضت البحر الأبيض المتوسط لموجة حر لم يكن من الممكن تحقيقها دون تدخل الإنسان. في سبتمبر، كانت الشهر الثاني الأكثر دفئًا على مستوى العالم وأوروبا. كان شهر أكتوبر 2024 الثاني الأكثر حرارة على مستوى العالم بمعدل درجة حرارة متوسطة قدرها 15.25 درجة مئوية، بزيادة تصل إلى 0.8 درجة فوق المتوسط من 1991 إلى 2020. وكانت زيادة بنسبة 1.65 درجة فوق المستويات الصناعية، مما يجعله الشهر الخامس عشر من آخر 16 شهرًا تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة فوق المستوى المحدد. وفي أوروبا، شهر أكتوبر شهد درجات حرارة متوسطة بلغت 10.83 درجة مئوية، بزيادة تصل إلى 1.23 درجة فوق المتوسط من 1991 إلى 2020، مما يجعله الشهر الخامس الأكثر حرارة في تاريخ القارة القارية.

رغم أن التجاوز على مستوى الحرارة لا يعني أن الهدف الطويل المدى قد فات، إلا أنه يدل على اقترابنا الخطير من ذلك. وفي خضم هذه الأرقام القياسية، تتواصل مشكلة التغير المناخي عبر مناقشة المؤتمر الدولي للتغير المناخي، COP29. فالآن نحن بحاجة لرفع طموحاتنا لمواجهة هذا التحدي العالمي. وبعد شهر أكتوبر، يبدو أن الارتفاع في الدرجات الحرارية مستمر، حيث تواصل الشهور تتخطى المتوسطات العالمية والإقليمية.

يظهر التقرير أن درجات الحرارة العالمية تستمر في الزيادة بشكل مستمر على مدى السنوات، وبالتالي يجب اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة هذا التحدي الكبير. ولا بد من العمل على تقليل الانبعاثات الحرارية وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري للحد من تغير المناخ والاحتباس الحراري. وتحذر العلماء من تداعيات أكثر ترديًا للبيئة والاقتصاد إذا قامت الحكومات والجهات المعنية بجهد أقل لمواجهة هذا التحدي. وبالتالي، يجب على الجميع المشاركة في هذا التحدي والعمل سويًا من أجل الأجيال القادمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version