تموت مليارات الخلايا الحية داخل الجسم البشري يومياً، سواء بشكل طبيعي بعد انتهاء دورتها الحيوية أو بسبب حوادث مثل الإصابة أو العدوى. وبالرغم من أن العلماء كانوا يعتقدون سابقاً أن هناك طريقتين فقط لموت الخلايا، إلا أنه تم اكتشاف عدة سيناريوهات لموت الخلايا الحية تتغير باختلاف المواقف والأمراض التي يتعرض لها الجسم. وتحدد أسباب موت الخلايا هامة لإيجاد علاجات جديدة لأمراض مثل العدوى والأمراض المناعية والسرطان.
تتفاوت الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى موت الخلايا الحية داخل الجسم، إذ من الممكن أن تموت الخلية بسبب الإصابة أو الاحتراق أو التسمم أو الاختناق بسبب نقص الأوكسجين. بينما تعرف الظاهرة التي يموت فيها الخلية جراء حادث بـ “تنخر الخلية بسبب عوامل خارجية” وتحدث نتيجة الإصابة بالتعفن أو نقص الدم وتساهم في تحلل الأنسجة.
تقوم الخلايا أحياناً بالموت بعد انتهاء دورة حياتها أو بعد تعرضها للتلف بشكل متعمد في عملية يسمونها “الموت المبرمج”. وهناك أنواع متعددة من الموت المبرمج مثل الموت الصامت أو العنيف، حيث تشاهد الخلية في الحالة الأولى انكماشا وانفصالا عن الخلايا المحيطة بها داخل الأنسجة، بينما تنفجر في الحالة الثانية مما يؤدي إلى تسرب محتوياتها.
وهناك أيضاً طريقة تتبعها الخلايا للموت بشكل مبكر في حالة تعرضها للإصابة الفيروسية أو البكتيرية، حيث تقوم الخلية بقتل نفسها بدلاً من أن تصبح مصنعاً لإنتاج الفيروسات. وقد وُجد أن هناك طريقة أخرى لموت الخلايا تسمى “necroptosis” حيث تموت الخلايا بشكل غير منظم.
تعتبر طريقة موت الخلية بسبب التنخر أو الموت الخلوي المبرمج من أهم الطرق لتفعيل دفاعات الجسم ضد العدوى والأمراض، وتؤدي لحدوث الحمى التي تلعب دوراً هاماً في التصدي للأمراض. وتوصلت دراسة علمية إلى تعريف طريقة جديدة لموت الخلايا تدعى “تدلي الأحشاء الشامل” وهي تحدث عادة في حالات الالتهاب والسرطان حيث تثير الإنزيمات معينة لثقب غشاء الخلية وتتسرب منه جزيئات لتنبيه الخلايا المناعية. ويمثل تعدد أشكال موت الخلايا نوعاً من حروب التسلح بين النظام المناعي والميكروبات التي تهاجم الجسم.