أُثرت حوادث الطقس الشديد على حوالي 400 مليون طفل بسبب إغلاق المدارس منذ عام 2022. تشير منظمة حقوق الطفل “إنقاذ الطفولة” إلى أن واحد من كل ثمانية أطفال عالميًا تأثروا بشكل كبير بأكبر عشر حوادث طقس شديد هذا العام. العديد من الأطفال يعانون من الفقدان المؤقت لمنازلهم، مما يجعلهم يعتمدون على المساعدات أو يفوتون المدرسة. مع تغير المناخ، أصبحت حوادث الطقس الشديد تزداد في تكرارها وشدتها، وكثيرًا ما يتحمل الأطفال نصيب الأسد من هذه الكوارث.
كشف تحليل جديد من قبل “إنقاذ الطفولة” أن حوالي 300 مليون طفل في آسيا وأفريقيا والبرازيل تأثروا بشكل كبير من الحوادث المناخية الشديدة. ووفقًا للبنك الدولي، فإن متوسط عدد الطلاب الذين تم تعليق دراستهم بسبب الطقس الشديد منذ عام 2022 بلغ 400 مليون طالب. أدى إعصار ترامي، الذي حطم الفلبين قبل أسابيع، إلى تعليق الدراسة لـ 19.5 مليون طفل. في حين دفعت الفيضانات عبر غرب ووسط أفريقيا 10 ملايين طفل من المدارس بينما دفعت موجة حر غير مسبوقة عبر جنوب آسيا 256 مليون طفل خارج المدرسة.
تظهر صورة الفقدان والخسائر التي تعاني منها الأطفال بسبب تغير المناخ. تجبر الفيضانات في شمال شرق نيجيريا على هجرة كياريام ذات الـ12 عامًا وعائلتها من منزلهم، مما يجعلها تعيش الآن في مخيم للنازحين. الطفلة تقول إنها تعتبر هذه المرة الأولى التي ترى فيها فيضانًا كهذا وتشبت بكل شيء في منزلهم. حتى نجاحها في العودة للمدرسة.
حسب الأمم المتحدة، زاد تغير المناخ الذي يرجع إلى الإنسان الجفاف المرتبط بالنينو الذي حرق أراضي ودمر المحاصيل في جنوب إفريقيا لمعظم هذا العام. في هذه المنطقة، 70% من السكان يعتمدون على الزراعة للبقاء على قيد الحياة. أُطلق على هذا الجفاف لقب أسوأ جفاف خلال 100 عام.
تسعى “إنقاذ الطفولة” إلى وضع الأطفال في قلب استجابة تغير المناخ في قمة COP29 للمناخ في باكو. حيث تدعو الهيئة العالمية لإدراج حقوق الأطفال وأصواتهم وضعفهم الفريد في الأهداف المقيدة الجماعية الجديدة بشأن التمويل المناخي. كما تدعو الهيئة إلى تحسين الفرص لمشاركة الأطفال في COP حتى يتمكنوا من المشاركة في صنع القرارات التي تؤثر عليهم.
تحمل حوادث الطقس الشديد وتغير المناخ عاجلًا لضرورة وضع الأطفال في قلب الاستجابة للتغيرات الجوية. وتقول المديرة التنفيذية لمنظمة “إنقاذ الطفولة الدولية” إنغر أشنج إن هذه الأزمة ليست فقط أزمة مناخية بل هي أزمة لحقوق الطفل وأن الإجراء السريع المتخذ من قبل القادة العالميين ليس قابلًا للتفاوض. الطفلة كياريام تقول إنها تتطلع إلى تقديم الدعم لمجتمعها خلال COP29. تطلب من القادة تعزيز ترميم المجتمعات والمدارس وخلق قنوات مياه مناسبة لمنع فيضانات المستقبل وتقدم الدعم في ملابس المدرسة والكتب.