محمد حسنين هيكل كان شخصية معقدة ومثيرة، حيث كان يمكن أن يكون شاعرًا معروفًا أو أديبًا كبيرًا أو ناقدًا فنيًا لامعًا. كان يعتبر نفسه “شاعر مظلومًا”، كما كان يتمتع بصداقة مقربة مع كبار الأدباء والفنانين مثل كامل الشناوي ومحمود درويش. وعلى الرغم من شهرته السياسية الكبيرة، كان يحتفظ بحبه للشعر والفن.

في كتاب “هيكل.. الوجه الآخر”، يكشف الكاتب الصحافي عادل السنهوري عن جوانب مجهولة لحياة محمد حسنين هيكل خارج السياسة. يكشف الكتاب عن علاقته القوية مع أم كلثوم، وعن تأثيرها الكبير على حياته. في إحدى المفاجآت، كان من النادر أن يسمح لأم كلثوم بإجراء حوار طويل معه، مما يبرز احترامه وحبه الكبير لها ولأعمالها الفنية.

الكتاب يكشف أيضًا عن ذوقه الفني واهتماماته، حيث كان من المتابعين المخلصين لفنانين مثل نجيب الريحاني وميمي شكيب، وكان يستمتع بالموسيقى الشعبية لأحمد عدوية. بالإضافة إلى ذلك، يرصد الكتاب تفاصيل من حياته اليومية، مثل أكلاته ومشروباته المفضلة، وأصدقائه خارج الوسط السياسي والأدبي.

يقدم الكتاب سلسلة من التساؤلات حول الجانب الإنساني من حياة هيكل، بعيدًا عن مشهده السياسي والصحفي. انتمى هيكل إلى أي طبقة اجتماعية؟ وما هي طبيعة علاقاته الشخصية؟ وكيف كان يقضي أوقات فراغه؟ جميع هذه الأسئلة تجد إجابات مفصلة وشاملة في كتاب “هيكل.. الوجه الآخر”، الذي يكشف عن جوانب مجهولة لأحد أهم الشخصيات العربية في القرن العشرين.

ويمثل محمد حسنين هيكل رمزًا للتعددية والغنى الثقافي في العالم العربي، حيث كان يجمع بين السياسة والأدب والفن بشكل مدهش. وبفضل هذا الكتاب، يمكن للقراء الحصول على نظرة أعمق إلى حياة هيكل وإلى الجوانب الإنسانية والشخصية التي لم يكن معروفًا عنها من قبل. إنها رحلة ممتعة ومثيرة إلى عالم هيكل، الذي برز بوجه جديد خلف ستار السياسة والصحافة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.