عندما سئل الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني الراحل برتراند راسل عما إذا كانت اللغة لها أهمية بالنسبة لتفكير الأنسان، أكد أن اللغة ضرورية لتمكين الفرد من التفكير. ولكن بعض النظريات العلمية اختلفت مع هذا الرأي، مشيرة إلى أن الحيوانات والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في اللغة قادرون على التفكير وحل المشكلات دون الحاجة للغة واضحة للتواصل.

وفي دراسة أجرتها الباحثة إيفلينا فيدورنكو، أكدت أن اللغة والتفكير هما كيانان منفصلان تماما، وأن عقل الإنسان يمكنه التعامل مع مختلف وظائفه بشكل منفصل، حتى عند فقدان القدرة على التحدث. واستشهدت بدراسات تظهر أن أجزاء المخ المسؤولة عن اللغة تختلف عن الأجزاء التي تعامل مع وظائف أخرى مثل حل العمليات الحسابية.

وأشارت إيفلينا فيدورنكو إلى أنها اعتمدت على أكثر من منهج بحثي للاستنتاج بأن اللغة والتفكير مستقلان. كما اشتبهت بقبائل لا تملك لغة خاصة بها والأطفال في مرحلة ما قبل الكلام والحيوانات المتطورة التي تستطيع التفكير بشكل سليم دون استخدام قوالب لغوية.

وتوضح إيفلينا فيدورنكو أن اللغة تهدف في الأساس إلى نقل الأفكار بين البشر، وأن اللغات تتطور لتسهيل الفهم والتواصل. وأكدت أن علوم الطب العصبي ليس لديها القدرة على قياس تفاعل أنظمة اللغة والتفكير داخل المخ، لكن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي قد تسهل فهم هذا التفاعل.

ورداً على سؤال حول تفاعل أنظمة اللغة والتفكير داخل المخ، صرحت فيدورنكو أنها تعمل مع فرق بحثية لابتكار نظم عصبية اصطناعية للغة لفهم كيف يمكن للمنظومة الخاصة بالتفكير التفاعل مع النظام الذي يمكنه احتفاظ بالبيانات اللغوية واستخدامها.

وخلصت إيفلينا فيدورنكو إلى أن اللغة والتفكير على الرغم من أهميتهما، إلا أن كلاهما كيانان منفصلان يعملان بشكل مستقل داخل المخ. وأن الإنسان قادر على التفكير وحل المشكلات دون الحاجة للغة المنطوقة، ما يبرز مدى تعقيد وتنوع عملية التفكير بعيداً عن عدد اللغات وأنواعها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version