شهدت شبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا في اليومين الأخيرين سيلاً من الشهادات عن تحرشات وتحيّز على أساس الجنس في المستشفيات، إثر اتهامات أثارتها في الإعلام، أخصائية في الأمراض المعدية بحق طبيب طوارئ شهير. تحقيق نشرته مجلة “باري ماتش” اتهم رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت أنطوان في باريس، كارين لاكومب، طبيب الطوارئ المعروف جداً إعلامياً باتريك بولّو بـ”التحرش والمضايقات المعنوية”. وبدأت الشهادات تتدفق على شبكات التواصل بواسطة وسم #Metoohopital، حيث أكد بولّو أنه لم يعتد على أي شخص ولكنه أقر بأنه كان “وقحاً” في الماضي. ودعا اتحاد المتدربين في مستشفيات باريس من يملكون معلومات إلى الإدلاء بشهادتهم.
في وقت سابق، كانت هناك تحقيقات في شأن تقارير عن تحرش واعتداءات جنسية في صفوف القوات المسلحة الفرنسية، مما دفع الحكومة إلى إعلان تشكيل لجنة تقصي حقائق في هذا الشأن. نائبة رئيس الجمعية الوطنية لطلاب الطب أشارت إلى أن الشهادات تنهال منذ 48 ساعة، حيث سبق أن أظهرت استطلاعات حجم الاعتداءات في هذا المجال. وأشارت وزيرة الصحة الفرنسية إلى أنه لا مكان لهذا النوع من السلوك في المستشفيات، معدة لعقد اجتماع سريع للبحث في معالجة هذه المسألة.
أظهرت تحقيقات سابقة أجرتها النقابة الرئيسة لطالبات التمريض أن واحدة من كل ست ممرضات متدربات تعرضن للتحرش أثناء فترة تدريبهن في المستشفيات. وقد أعرب وزير الصحة الفرنسي عن التزامه بالتعامل بحزم مع هذه القضية وعقد الاجتماعات اللازمة للبحث عن حلول شاملة. وأشارت تقارير إلى أن الشهادات تدل على وجود مشكلة كبيرة في تحرشات وتحيّز على أساس الجنس في مجال الرعاية الصحية في فرنسا. ودعا اتحاد المتدربين في مستشفيات باريس كل من يملك معلومات إلى تقديم شهادتهم.
أكدت تقارير وشهادات عديدة تلقتها الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام على تعرض العديد من الطلاب والموظفين في المستشفيات الفرنسية للتحرش والتمييز على أساس الجنس. وتعرضت كثير من النساء اللواتي يدرسن التمريض إلى تحرشات خلال فترة تدريبهن، مما دفع وزارة الصحة الفرنسية للتعامل بحزم مع هذه الحالات والعمل على وضع حلول فعالة للوقوف ضد هذه السلوكيات الغير مقبولة. وتدفقت الشهادات من قبل الطلاب والموظفين في المستشفيات، مع الدعوة إلى تقديم المعلومات والشهادات التي تساعد في فتح تحقيقات جديدة للكشف عن مزيد من هذه الحالات.
إن الحالات التي تعرض لها العديد من النساء في المستشفيات الفرنسية تعكس مشكلة خطيرة يجب التصدي لها بحزم وفعالية. ومن المهم أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات من شأنها حماية الطلاب والموظفين من التحرش والتمييز على أساس الجنس، وضمان بيئة عمل آمنة ومحترمة للجميع. يجب أن تتعاون الحكومة والمؤسسات الصحية والتعليمية على وضع إجراءات وسياسات صارمة تحمي حقوق الأفراد وتعمل على تغيير السلوكيات غير الملائمة التي تضر بأفراد المجتمع. ومن المهم أيضاً توفير الدعم النفسي والقانوني لضحايا التحرش والتمييز لمساعدتهم على التعامل مع تلك الحالات بشكل صحيح ومساعدتهم في إعادة بناء ثقتهم بأنفسهم ومواصلة حياتهم بشكل طبيعي.
رائح الآن
«مي تو» تصل إلى المستشفيات الفرنسية
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.