يجرّب رولاند ماك البالغ 75 عاماً كل الألعاب في مدينة الملاهي الألمانية «يوروبا بارك» التي يديرها، وهي مؤسسة عائلية تحولت إلى عملاق ترفيهي، تحتفل بالذكرى الـ50 لتأسيسها.

في عام 2024، عَبَر أكثر من ستة ملايين شخص بوابة هذا المتنزه الترفيهي الواقع في جنوب غرب ألمانيا، في قرية روست القريبة جداً من الحدود مع فرنسا. وتحتل «يوروبا بارك» المركز الثاني في ترتيب مدن الملاهي الأكثر استقطاباً في أوروبا بعد «ديزني لاند باريس» (10,4 ملايين زائر عام 2023).

ويبلغ عدد العاملين في «يوروبا بارك» أكثر من 5000، من بينهم أبناء مؤسس الحديقة فرانتز ماك وأحفاده.

في 1975، أنشأ ماك «يوروبا بارك» في موقع كان معدّاً في الأساس لعرض القطارات الشبحية وأفعوانيات الملاهي التي تصممها الشركة العائلية «ماك رايدز». وبعد مرور 50 عاماً، لاتزال الشركة تصنع في فالدكيرش الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً من «يوروبا بارك» ألعاباً تستخدم في مدن الملاهي في مختلف أنحاء العالم، ومنها «ديزني لاند باريس» أو «بارك أستريكس».

أما بالنسبة لـ «يوروبا بارك»، فزاد عدد روادها 24 مرة خلال 50 عاماً، فيما ارتفع عدد موظفيها 100 ضعف، واتسعت مساحته بقدر 16 مرة. وبات المتنزه اليوم يمتد على مساحة 95 هكتاراً، مقسمة إلى 17 منطقة مستوحاة من الهندسة المعمارية للدول الأوروبية ومن ثقافتها.

وفرضت أوروبا نفسها موضوعاً محورياً في هذا المتنزه الواقع عند مفترق طرق بين فرنسا وألمانيا وسويسرا. ويعود ذلك إلى أنها موجودة «في منطقة الحدود الثلاثية»، وإلى أن «أي مدينة ترفيهية ذات طابع أوروبي لم يسبق أن أقيمت في أي مكان في العالم»، بحسب رولاند ماك الذي ساعد والده في إنشاء المتنزه، وكان يومها في الـ25.

وتتوافر في مدينة الملاهي هذه أكثر من 100 لعبة مستلهمة من الدول الأوروبية، من بينها ركوب الرمث (رافتينغ) في السويد، أو الزلاجات الجماعية في سويسرا، أو الرحلات بالقوارب في هولندا، مع إضافات جديدة باستمرار، على غرار «فولترون»، وهي أفعوانية مرعبة افتتحت العام الفائت في القسم الكرواتي.

وقال رولاند ماك: «أنا دائماً أول من يجرّب الألعاب. إنه جزء من المتعة، كما يتذوق الخباز الخبز الذي يصنعه».

وأضاف الرجل السبعيني: «بالطبع، أنا أصرخ» أثناء ركوب الأفعوانيات، لكنّه شدّد على أن الألعاب «ينبغي ألاّ تكون مخيفة»، بل «يجب أن تجلب المتعة» وتترك «ذكريات جميلة».

وروى رولاند ماك مبتسماً أن والده «كان يقول دائماً إن اللعبة التي يرغب الشخص في أن يكرر التجربة فيها فور انتهائه منها، تكون أفضل لعبة على الإطلاق».

وشهدت «يوروبا بارك» التي اختيرت تسع مرات أفضل مدينة ملاهٍ في العالم ضمن جوائز «غودن تيكت»، نمواً كبيراً، وأصبحت وجهة سياحية تضم ستة فنادق وعدداً كبيراً من المطاعم، أحدها «أمولايت- ذي لايت هاوس ريستورانت» الذي يحمل نجمتي «ميشلان».

وفي عام 2019، أقيم أيضاً المتنزه المائي «رولانتيكا» الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى 6000 زائر يومياً.

واحتفالاً بالذكرى الـ50 للمنتزه، يُطرح في دور السينما فيلم رسوم متحركة يتمحور على شخصيات «يوروبا بارك».

ومع أن الشركة لا تفصح عن حجم مبيعاتها، إلا أنها تصل إلى «مئات الملايين» من اليورو، بحسب رولاند ماك، وهو ما يمكّنها من مواصلة الاستثمار.

ورغم جائحة كوفيد-19 التي هزت القطاع، والحرائق الكبيرة التي أتت عامي 2018 و2023 على الكثير من ألعاب «يوروبا بارك»، أعرب الرئيس التنفيذي عن اطمئنانه إلى مستقبل المتنزه، بشرط أن يواصل الابتكار.

وقال رولاند ماك: «أمنيتي الكبرى هي أن تبقى الشركة في أيدي العائلة».

وإلى جانبه، على رأس الشركة، شقيقه يورغن. ويتولى ابناه مايكل وتوماس وكريمته آن كاثرين أيضاً مسؤوليات، بينما يشغل نجل يورغن فريدريك ماك منصب مدير الموارد البشرية.

ولاحظ أنه «أمر نادر في المتنزهات الكبيرة، ولكن هذا ما يجعل (يوروبا بارك) مميزاً جداً، إذ إن العائلة تكرّس نفسها بالكامل لهذه المؤسسة». وهي قريبة جداً من المؤسسة إلى درجة أن رولاند ماك يعيش في المتنزه «بين سنو وايت والجميلة النائمة». وتابع: «يوروبا بارك.. هي حياتي».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version