عبر مجموعة من البرامج المتنوعة، أُطلقت منصة «منطق»، التابعة لدار «كتّاب للنشر»، أول من أمس، في مكتبة محمد بن راشد، وتقدم محتواها بأصوات إماراتية تعكس الهوية وتحاكي الواقع المحلي، وتقدم ما هو مختلف ومؤثر وهادف، وتشكل منصة «منطق» مساحة مفتوحة للكفاءات المحلية من مفكرين ومبدعين، إذ تتنوع برامجها بين النفسية والسياسية والاجتماعية، وكذلك برامج النقد والحياة اليومية، كما أنها تطرح طرقاً جديدة في الإعلام، وتمنح الفرص للعديد من الأصوات الإماراتية لمواكبة الإعلام الجديد جنباً إلى جنب مع المؤسسات الإعلامية.

وتقدم المنصة مجموعة من البرامج يفوق عددها الـ20، لمثقفين وإعلاميين إماراتيين، من بينهم: «بيانات» للدكتورة ليلى فريدون، و«يحضرني الغايب» للشاعرة شيخة المطيري، و«غرفة الكتابة» لمحمد خميس، إلى جانب العديد من البرامج التي تهدف إلى رفع المستوى الإعلامي، وإيصال الصوت الإماراتي إلى المنطقة وخارجها.

وأشاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر، بالمبادرة، مشدداً على أهمية الثقافة العامة لمقدم المحتوى الإعلامي الذي يسعى إلى التميز، وإلمامه بالموضوعات التي يطرحها، للخروج من قوالب الأسئلة المعلّبة، واكتساب ثقة واحترام الجمهور، وتفادي الأخطاء.

وتحدث الكاتب والناشر المدير العام لدار «كتّاب»، ومؤسس منصة «منطق»، جمال الشحي عن إطلاق المنصة، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «العالم يتغير، والإعلام يتطور، والمحتوى لم يعد كما كان، فنحن اليوم في زمن اللحظة، ولا يتم البحث فيه عن الخبر، بل الخبر يطرق الأبواب، ويلاحق الناس، فنحن في عصر المنصات الرقمية والفرص الجديدة، ولكن هذه الفرص ليست متاحة للجميع، وهناك تحديات في الإعلام والمحتوى»، ولفت الشحي إلى وجود كثير من المنصات، متسائلاً عن مساحة المبدع الإماراتي، واحتواء المواهب المحلية، موضحاً أن المنصة تبرز أسماء محلية مميزة في عالم الإعلام الجديد، برؤية تنطلق من الإمارات إلى العالم، فهي انطلاقة لرحلة جديدة تضع الكلمة في مكانها، وأشار الشحي إلى أن التحضير للمنصة بدأ منذ ستة أشهر، حيث تم العمل على اختيار المقدمين المحاورين وتدريبهم، وقد تم تصميم البرامج ضمن فئات متنوعة، واعتبر أن التحدي الأبرز في إطلاق المنصة، هو المحتوى الجيد، معتبراً أن المحتوى الجيد لابد أن يعبر عن المشهد الثقافي، وأن يكون لدى المنصة محاورون جيدون، ولفت إلى أن الدورة البرامجية الخاصة بالموسم الأول، تم وضعها بشكل يقوم على التنوع، وهناك برامج تقدم كحوارات، وبودكاست، فضلاً عن برامج تقدم من قبل مدربين، وشدد الشحي على أن الاستمرارية على المنصات يحكمها العمل التراكمي والمحتوى الجيد، ومواكبة ما يحتاج إليه الجمهور، مؤكداً بأن المنصة قابلة للتوسع والتطوير.


حديث في الحياة

يقدم الدكتور عبدالخالق عبدالله بودكاست بعنوان «عمق»، ولفت إلى أن البرنامج عبارة عن حديث في السياسة، وما يستجد فيها، فهو حديث في الحياة وتجليات ما يحدث من حول الإنسان أيضاً، والهدف منه مواكبة كل ما هو جديد في المشهد الإعلامي الإماراتي، ونوه بأنه لابد من مشاركة جميع الأجيال في هذه المنصة، تقديراً للتجديد في المشهد الإعلامي الإماراتي، موضحاً أنه قام بتسجيل أول خمس حلقات، وهو يتحدث في البرنامج وحده، ورأى عبدالله أن البودكاست هو الموجة الحالية في الإعلام، ويحظى بمشاهدات عالية، وهو المسار المستقبلي، ولهذا لابد من المشاركة فيه إماراتياً لمواكبة ومنافسة ما هو موجود عربياً، واعتبر أن المنافسة مشروعة والمحتوى الجيد يفرض نفسه، مع الإشارة إلى أن المنتج الإماراتي عموماً ينتج بجودة عالية.


التطور التكنولوجي

تقدم الدكتورة ليلى فريدون برنامجاً بعنوان «بيانات»، وتعرض من خلاله التطور التكنولوجي والتقني الذي يشهده العالم، خصوصاً مع الثورة الصناعية الرابعة، وتركز على موضوعات ترتبط بتأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في البشرية بشكل عام، ونوهت فريدون بأنها تعمدت اختيار الموضوعات الجديدة، والابتعاد عما هو متكرر، مع الحرص على التنويع، كي تصل للمستمع العادي، وليس فقط للمختص بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، خصوصاً أن التقنيات أثرت في حياة جميع شرائح وفئات المجتمع، وأثنت على أهمية وجود منصات باللغة العربية، خصوصاً أن هناك نقصاً وحاجة إلى المحتوى العربي الهادف، مشددة على أن وجود محتوى عربي سيسهم في تطور كثير من المجالات والفكر العربي ونشأة الأجيال.


أصحاب الهمم

تقدم الكاتبة صالحة عبيد برنامج «همم»، بالتعاون بين منصة «منطق» والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، وأوضحت أن طبيعة البرنامج تقوم على تقديم أفكار مختلفة وخلاقة، حيث تتم محاورتهم ومناقشتهم وعرض إنجازاتهم، والهدف عرض حياتهم ومطالباتهم بالتعاطي معهم كأشخاص عاديين، ولفتت عبيد إلى أنه من المهم تناول قضايا أصحاب الهمم بواقعية والاستماع لقصصهم، موضحة أنها قابلت في بعض الحلقات أولياء أمورهم، وهي نقطة مهمة لعرض جانباً من حياتهم العائلية، وشددت على أنها تكتب دائماً، وسبب قبولها تقديم البرنامج أنه يرتبط بمجال عملها في «إقامة دبي»، إذ أصدرت ضمن نطاق عملها سلسلة كتب لأصحاب الهمم تحت عنوان «سأكون ما أريد».


المبادرات الثقافية

تسعى مكتبة محمد بن راشد منذ تأسيسها إلى تسليط الضوء على المبادرات الثقافية الإماراتية والمواهب المحلية، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الإنتاج الثقافي والفكري في دولة الإمارات، كما تسهم المكتبة في نشر المعرفة وتعزيز الفكر الإبداعي، من خلال استضافة الفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الثقافة والمحتوى الرقمي العربي.


سوالف ومناقشات

أكد الكاتب في أدب الفانتازيا، حمدان محمد سالم، الذي يقدم برنامج «ما عندك سالفة»، بمشاركة عبدالعزيز البلوشي، أنه سيعرض من خلال البرنامج السوالف والمناقشات بطريقة عفوية وشبابية، وهو يتوجه لفئة الشباب وعفوي إلى حد كبير، وأشار إلى أن الجمهور الذي سيتابع البرنامج سيكون من فئة الشباب على نحو أكبر، ومن الناس الذين لا يشاهدون البرامج الرسمية، وشدد على أن ما يميز المنصة هو أنها متنوعة إلى حد كبير جداً، وستجذب عدداً كبيراً من المتابعين على تنوع اهتماماتهم.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.