لم يكن قرار دراسة هندسة الطيران سهلاً على مروة المعمري، أول مهندسة طيران إماراتية، إذ اتبعت حلمها وشغفها في هذا العالم، على الرغم من الرفض الذي واجهته من العائلة في البدء، دخلت المعمري الجامعة لدراسة الطب بعد تخرجها في الثانوية العامة، ثم انتقلت إلى الهندسة المدنية، ولكن شغف دراسة هندسة الطيران ظل يلاحقها، إلى أن تمكنت من إقناع عائلتها، وحظيت بدعمها وبدعم كبير من الدولة.

طالبة طب

مروة المعمري تحدثت لـ«الإمارات اليوم» عن دخولها المجال والتحديات التي واجهتها في البدء، وقالت: «عندما اتخذت قرار دراسة هندسة الطيران، قوبل قراري برفض كبير من قبل عائلتي، وكان لدى العائلة أمل بأن أدرس الطب، نظراً إلى وجود الكثير من الأطباء بين أفراد الأسرة، ودخلت الجامعة لدراسة الطب، لكن الأمر لم يكن مرضياً لي، إذ كنت أبحث عن مجال يضعني في حالة تحدٍّ مع الذات، لهذا انتقلت بعدها إلى الهندسة المدنية التي لم تشبع طموحي، حتى تمكنت في النهاية من الحصول على موافقة الأهل لدراسة هندسة الطيران».

مجال ذكوري

وأشارت المعمري إلى أن دخولها المجال جاء بعد تلقيها الدعم الكامل من العائلة، لكنها كانت تواجه بعض التحديات أثناء الدراسة، ومنها أنها كانت تذهب برفقة والدها إلى بعض الأماكن العامة للالتقاء بزملاء الدراسة من أجل إنجاز المشاريع الدراسية، موضحة أن هذا الأمر كان من التحديات اللوجستية التي تمكنت من تخطيها مع الوقت، وعبّرت المعمري عن سعادتها بخوض هذا المجال، مشيرة إلى أنها لم تشعر بأنه مجال ذكوري إلا بعد تخرجها والبدء بالعمل، مشددة على أن المجال قد يكون ذكورياً بعض الشيء، ولكنه ليس حكراً على الرجال، معتبرة أن لكل إنسان مزاياه وقدراته وطاقاته.

وشددت المعمري على أن عالم الطيران يحاول استيعاب أدوار المرأة المتعددة، لاسيما أن المرأة لديها العديد من الأدوار، فهي إلى جانب وظيفتها تلعب دور الأم والأخت والزوجة، مبينة أن هذا ليس تقليلاً من أدوار الرجل في المجتمع، ولفتت إلى وجود حاجة لصناعة تستوعب أدوار المرأة المتنوعة التي تعيش الأمومة وبناء العائلة وغيرها من المحطات، التي قد تجبرها على ترك وظيفتها لفترة من الزمن، ثم تعود إلى عملها.

بحث مستمر

وأكدت المعمري أنها تقوم بالبحث المستمر في مجال الطيران، وهذا ما يجعلها قادرة على إشباع طموحاتها، معتبرة أن المجال يحمل التجديد بشكل دائم، فهو عالم متطور على نحو سريع، ولا يترك أي فرصة للملل، بل إن التحدي يخلق آفاقاً جديدة للتطوير، ويحافظ على حب المرء للمجال الذي يعمل به، ونوهت بأن عملها يتطلب منها متابعة مختلف الأبحاث في عالم الطيران، وعلى نحو مستمر، لأنها صناعة شاملة، خصوصاً أن العنصر البشري يتدخل في هذا العمل عبر مراحل مختلفة، بدءاً من العمليات وصولاً إلى الملاحة الجوية وغير ذلك، وشددت على أن مجال الطيران ليس مجرد طائرة، بل لوصول الطائرة إلى وجهتها المحددة هنالك عالم كامل من مجالات متنوعة وكثيرة.

 دعم القيادة

وحول دعم القيادة الإماراتية، لفتت المعمري إلى أنها تلقت الكثير من الدعم من القيادات الإماراتية، لاسيما أنها كانت الأولى في المجال، ولكن اليوم هناك العديد من النساء اللواتي دخلن إلى هذه الوظيفة، ورأت أن دور القيادة أساسي ومهم، وكان السبب في أن تكون مهندسة طيران، مشددة على أن دور القيادة يكون رئيساً في تكوين المجتمع، وتحقيق الطموحات والأهداف، ففي الأخير يتم البدء بدعم الفرد، وعندها يمكن الحصول على مجتمع متكاتف ومتكامل، يمكنه أن يرفع من شأن الدولة، وأشارت إلى أن الموازنة بين الجنسين هي من أهم ملفات الدولة، وإعطاء المرأة فرصها وحقها في التعلم، فالمرأة لا تطمح للعب دور الرجل، بل تطالب بحقها في التعلم والعمل، والحصول على الوظيفة التي يحصل عليها الرجل.

رسالة للنساء

وتوجهت المعمري برسالة للنساء، مفادها أن عالم الرياضيات والهندسة هو عالم جميل، وليس علماً بحتاً أو ذكورياً، بل هو عالم يحتمل الكثير من الإبداع، مؤكدة أهمية خوض التجارب دون الخوف من الفشل، لأن الفشل ليس نهاية، بل على العكس، هو محاولة غير ناجحة يمكن إعادتها، دون السماح لمشاعر الإحباط بالسيطرة على المرء، إلى أن يتمكن من الوصول إلى الأهداف.

وحول تأثير الذكاء الاصطناعي في مجال سلامة الطيران، أكدت المعمري أنه سيلقي بآثاره الكبيرة على هذا المجال أيضاً، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة كبيرة، ومن المتوقع أن تتم الاستفادة منه لدعم وتعزيز العمليات الرائدة في الصناعة.

متحدثة ملهمة

أسست مروة المعمري وحدة الوقاية من الحوادث وتوصيات السلامة بقطاع التحقيق في حوادث الطيران بالهيئة العامة للطيران المدني، وإلى جانب تخصصها في هندسة الطيران، هي متحدثة ومؤثرة فعالة على منصة «تيد»، التي أتاحت لها من خلال المحاضرات التي تقدمها، إلهام النساء حول العالم، وإيصال رسالتها وتجربتها الشخصية. وتركز المعمري في المحاضرات التي تقدمها على توعية الشباب والفتيات بمجال الطيران، لاسيما أنه يمثل فرصة عظيمة للإبداع والتميز، مع ضرورة تحلي الجيل الجديد بالصبر والعزيمة والشغف، وتدعو الجيل الشاب إلى الاطلاع بشكل مستمر على الأبحاث، لاسيما أن مجال الطيران يشهد الكثير من التطورات التقنية والتكنولوجية على نحو مستمر.

• الطب لم يكن مُرضياً لي، والهندسة المدنية لم تشبع طموحي، كنت أبحث عن مجال يضعني في حالة تحدٍّ مع الذات.

• المجال قد يكون ذكورياً بعض الشيء، لكنه ليس حكراً على الرجال، ولكل إنسان مزاياه وقدراته.

• الطيران عالم متطور على نحو سريع، ويحمل التجديد بشكل دائم، ولا يترك أي فرصة للملل.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version