أظهرت دراسة جديدة أن الأرض في الصين تغرق تحت أقدام الملايين من الناس في المدن الكبرى بسبب الأنشطة البشرية، مما يجعل المناطق الساحلية في البلاد أكثر عرضة لخطر الفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر. ويعيش ما يقرب من نصف المناطق الحضرية في الصين تحت خطر الغرق، حيث يتجاوز عدد السكان الذين يعيشون على أرض معرضة للغرق 270 مليون شخص. كما يعيش 67 مليون شخص على أرض تنخسر بمعدل أسرع من 10 ملم كل عام، ويعتقد الباحثون أن استخراج المياه الجوفية بشكل واسع هو أحد العوامل الرئيسية لهذا الارتفاع.
تؤكد الدراسة أن الهبوط الأرضي ناتج عن الوزن المتزايد للمدن والتي تسبب ضغطًا على التربة، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية لاستخدام المياه الجوفية بشكل غير مستدام. وتشير الدراسة إلى أن المدن الساحلية في الصين تعاني بشكل خاص من هذه الظاهرة، وهي نفس المشكلة التي تواجهها عدد من المدن الساحلية الأخرى في جميع أنحاء العالم مثل نيويورك وهولندا ومكسيكو سيتي. ويلاحظ الباحثون أن موجة الغرق تتسارع على طول السواحل بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يعرض الأراضي والممتلكات والأشخاص لمزيد من الفيضانات المدمرة.
تحذر الدراسة من انخفاض مستوى سطح البحر في ربع سواحل الصين وتحديداً في مدن مثل تيانجين وشانغهاي وقوانغتشو، مما يعرض حياة الناس للخطر ويسبب أضرارًا جسيمة. وتشير الدراسة إلى أن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات لمواجهة هذه المشكلة من خلال تطبيق قوانين صارمة للسيطرة على ضخ المياه الجوفية، بالإضافة إلى بناء أنظمة سدود ساحلية في المناطق المعرضة للغمر. ويقترح بعض الباحثين الاستمرار في مراقبة استخدام المياه الجوفية وصيانة الأنظمة السدود للحفاظ على الأراضي الساحلية.
يؤكد الباحثون على أهمية التحرك العاجل لمواجهة تحديات الغرق في المدن الساحلية، وضرورة التركيز على الحلول المستدامة للحفاظ على الأراضي وتجنب ارتفاع منسوب مياه البحر. ويعتبر بناء أنظمة متقدمة من السدود ومراقبة استخدام المياه الجوفية وصيانة البنية التحتية من أهم الخطوات لتقليل خطر الفيضانات والغرق. وتشير الدراسة إلى أن التعاون بين الحكومة والمجتمع المحلي والباحثين يمكن أن يساهم في حماية السواحل والحد من تأثيرات الغرق على البيئة والاقتصاد.