أجرى علماء الديموغرافيا والأطباء الأمريكيين والصينيين دراسة استمرت لعقدين من الزمن تحليلات على بيانات 100 ألف شخص من سبعة بلدان مختلفة. وأظهرت الدراسة أن احتمالية تطور الاكتئاب المزمن بنسبة 80 بالمئة أعلى بين الأفراد العزاب مقارنة بالمتزوجين. وتبين أن الأفراد الذين لا يمتلكون أسر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في جميع البلدان والثقافات.
ووجد الباحثون أن وفاة شريك الحياة يزيد من خطر تطور الاكتئاب بنسبة 99 بالمئة، وكذلك الطلاق بنسبة 64 بالمئة. وقد اكتشفوا أيضًا أن عدم وجود العائلة يؤثر سلبًا على الرجال بصورة خاصة، وأنهم يميلون إلى زيادة تناول الكحول والتدخين. وبناءً على هذه النتائج، يُنصح بضرورة اتخاذ هذه العوامل بنظر الاعتبار عند وضع إجراءات لمكافحة الاكتئاب.
وتؤكد دراسة منشورة في مجلة Nature Human Behaviour على أن وجود العائلة يمثل أثر إيجابياً جداً على الصحة النفسية للأفراد من جميع البلدان التي شملتها الدراسة، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي. وتبين أن الرجال والنساء المتزوجين أقل عرضة بنسبة 80 بالمئة للإصابة بأعراض الاكتئاب المزمن مقارنة بالأفراد العزاب.
وفي الوقت نفسه، يُظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب، وأن الاكتئاب يتسبب في وفاة 800 ألف شخص سنويًا، بما في ذلك الشباب في الفترة العمرية 15-29 عامًا. ويجب مراعاة هذه النتائج أثناء تطوير استراتيجيات لمكافحة الاكتئاب وتحسين الصحة النفسية للأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن للأفراد المتزوجين تأثير إيجابي كبير على صحتهم النفسية، وأن الحفاظ على العلاقات العائلية القوية يمكن أن يساهم في الحد من انتشار الاكتئاب بين الأفراد. ويعتبر العوامل الاجتماعية والعائلية من العوامل المؤثرة في تطور الاكتئاب والتي يجب مراعاتها في وضع السياسات والبرامج الصحية.
وختمت الدراسة بتوصية بأهمية التركيز على تعزيز العلاقات العائلية والاجتماعية لتحسين الصحة النفسية للأفراد، وضرورة توعية المجتمع بأهمية دور العائلة في الحفاظ على الصحة النفسية. ومن المهم أن تُدرج هذه النتائج في السياسات الصحية والاجتماعية لدعم الأفراد في التغلب على مشاكل الاكتئاب وتعزيز رفاهيتهم النفسية.