خلال جائحة Covid-19 ، تعود الملايين من العمال على العمل من المنزل. انتقل البعض مئات الأميال من المدن حيث مقر شركاتهم ليعيشوا حياة أرخص وأقل إجهادًا. ولكن الآن بعد عودة العمل في المكاتب ، يبحث عدد متزايد من الأشخاص عن جمع العمل الجيد في المراكز الحضرية مع حياة ريفية هادئة. لجعل ذلك يعمل ، يجب عليهم أن يقوموا بـ “السفر الشاق” ، أي السفر لساعات طوال للوصول إلى المكتب. لكن لماذا يفعلون ذلك؟ تتحدث إيزابيل إلى مو ماريكار، الذي يقوم بالسفر من شمال ويلز إلى لندن، وماكس دوس، الذي يأخذ عبارة وحافلة وقطار ومترو من جزيرة وايت إلى لندن – رحلة تستغرق أربع ساعات. كما تتحدث إلى صحفيين في فاينانشال تايمز إيما جيكوبس وأندرو هيل لمعرفة كيف تغيرت رحلة العمل منذ الجائحة.
مع هذه الزيادة في طول مسافة التنقل ، تثير هذه التحولات العديد من الأسئلة حول العوامل التي تدفع الأفراد إلى القيام برحلات طويلة من أجل العمل. فمن الواضح أن بعض الناس يرغبون في الحفاظ على الحياة الريفية الهادئة ولكن بنفس الوقت يرغبون في الاستمتاع بفرص العمل الجيدة التي تقدمها المدن. وهذا يقودهم إلى البحث عن طرق لجعل هذه الرغبة ممكنة من خلال “السوبركوميوت” والذي يتطلب التنقل لساعات طويلة يوميا. البعض قد يحرص على المحافظة على وظيفتهم في المدينة الكبرى وفي نفس الوقت يفتشون عن هدوء الحياة الريفية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن لهؤلاء الناس الاستمرار في هذا النمط الحيوي لفترة طويلة دون التأثير على صحتهم وجودتهم الحياتية.
يتحدث مو ماريكار وماكس دوس عن تجاربهم الشخصية كسوبركوميوترز وكيف يجدون التوازن بين الحياة العملية الجيدة في لندن والحياة الريفية الهادئة. تعرض إيزابيل تجاربهم التفصيلية للقراء لفهم المحفزات والتحديات التي تواجهها هؤلاء الأفراد الذين يقومون برحلات طويلة يوميا. من جانبها، تتحدث الصحفيان إيما جيكوبس وأندرو هيل عن تغيرات في سلوكيات السفر إلى المكتب بعد الجائحة وعن العوامل التي تؤثر على قرارات الناس فيما يتعلق بالتنقل. هل سيستمر هؤلاء الأفراد في السفر بصورة دائمة أو سيجدون حلاً أفضل لتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية؟
يكون التأثير النفسي والصحي لهذه التحولات الكبيرة على الأفراد أيضًا جوانب يجب مراعاتها. يمكن أن يؤدي القيام برحلات طويلة ومتعبة يوميا إلى الإرهاق والتوتر وتقليل الجودة الحياتية. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد هذه التحولات من نقص الوقت المخصص للراحة والترفيه، والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والعائلية. لذلك، يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ويبحثوا عن سبل لتقليل الإجهاد والتوتر الذي قد ينتج عن هذه التحولات الكبيرة في نمط الحياة.
في النهاية، يجب على الأفراد إيجاد التوازن المناسب بين العمل والحياة الشخصية بحيث يكونوا قادرين على الاستمتاع بجودة حياة عالية دون التضحية بصحتهم وسعادتهم النفسية. يجب أن يكون لديهم القدرة على التفكير بعناية في العوامل التي تؤثر على حياتهم اليومية واتخاذ القرارات السليمة بناءً على احتياجاتهم الشخصية والمهنية. وباستخدام الدعم اللازم من أصدقائهم وعائلاتهم ومنظمات العمل، يمكن للأفراد أن يحققوا التوازن المثالي الذي يجعلهم سعداء ومرتاحين بحياتهم سواء كانت في المدينة أو في الريف.