تم اكتشاف لوحات جدارية أثرية مستوحاة من حرب طروادة تزيّن قاعة ولائم في موقع بومبيي الأثري الشهير بالقرب من نابولي في جنوب إيطاليا، حيث تضم هذه القاعة زخارفاً راقية تبرز على الجدران بخلفية سوداء وفسيفساء تشير إلى حياة فاخرة في المدينة القديمة التي دمرت تحت الرماد عام 79 ميلادية بواسطة بركان فيزوف. تمثل اللوحات الجدارية مواضيع من الأساطير والبطولة، وتتضمن شخصيات من حرب طروادة مثل الأميرة هيلين التي أختطفها باريس وأدى ذلك إلى اندلاع الحرب.

تجسد اللوحات الجدارية أيضاً شخصيات من حرب طروادة مثل كاساندرا والإله أبولو، حيث تحكي قصة الشقيقة التي تلقت قدرة من أبولو على التنبؤ بالمستقبل وحذرت شعب طروادة من الحصان الذي تم تقديمه كهدية وكانت حيلة لدمار المدينة. تفسح هذه اللوحات نافذة على الثقافة والحضارة القديمة وكيفية جذب الضيوف وتوفير موضوعات للمحادثة والفكر.

قامت الإدارة التي اكتشفت اللوحات بتلوين الجدران بالأسود لمنع رؤية آثار الدخان من الفوانيس والعوامل الخارجية الأخرى. كانت القاعة تستخدم لإقامة حفلات ولائم بعد غروب الشمس، حيث كان ضوء الفوانيس الخافت يعطي انطباعاً بأن الصور المرسومة كانت تنبض بالحياة وتضفي أجواء مناسبة للمناسبات.

تعتبر بومبيي موقعاً أثرياً مهماً يحتفظ بتاريخ الحضارة الرومانية وكيف تم دمرها بفعل البركان قبل 2000 سنة. وقد تراكم الرماد البركاني على المدينة والذي أسفر عن دفن المنازل وحفظها تماماً، وكذلك عدد كبير من جثث القتلى الذين يقدر عددهم بـ3000 شخص. تعتبر بومبيي من أهم وجهات السياحية في إيطاليا بعد الكولوسيوم في روما.

تشير اللوحات الجدارية في قاعة الولائم ببومبيي إلى الحياة والأساطير القديمة التي كان يعيشها الرومان، وكان لها دور اجتماعي في ترفيه الضيوف وتوفير مواضيع للحديث والتفكير. تعكس اللوحات أيضاً قيم ومعتقدات الحضارة القديمة وكيفية تفاعلها مع مواضيع القدر والبطولة والتنبؤ.

تعطي اللوحات الجدارية في بومبيي نافذة إلى ماضي الحضارة الرومانية ومعقولاتها وقيمها، وكيف تم تجسيدها من خلال الفن الجداري، وكانت تلعب دوراً مهماً في تثقيف الضيوف وإثراء تجربتهم. تستند اللوحات إلى الحرب الأسطورية بين طروادة وإسبرطة وكيف أدى خيانة باريس لاندلاع الصراع ودمار طروادة بسبب حيلة الحصان الذي قدمه اليونانيون.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version