يعد اللبن الزبادي مصدر غني بالبروتينات عالية الجودة والكالسيوم، ومصدر للعديد من المغذيات المهمة من فيتامينات ومعادن..

وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن الاستهلاك المنتظم للزبادي قد يكون له تأثير وقائي ضد بعض الأشكال العدوانية من سرطان القولون والمستقيم.

ويمكن لاستهلاك الزبادي خفض خطر أنواع السرطان هذه، من خلال تعديل ميكروبيوم الأمعاء – البكتيريا الطبيعية التي تعيش في الجهاز الهضمي.

ووفقا لــ”ميديكال إكسبرس”، يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورا محوريا في الصحة العامة، حيث يؤثر على الهضم، ووظيفة المناعة، وحتى خطر الإصابة بالسرطان. 

ويمكن لهذه البكتيريا أن تعيش داخل الورم السرطاني نفسه، ويعتقد أن توازنها الصحي ضروري للحفاظ على نظام مناعي قوي ومنع الالتهابات التي قد تسهم في تطور السرطان.

ويحتوي الزبادي على مزارع حية من البكتيريا المفيدة مثل “الملبنة البلغارية” (lactobacillus bulgaricus) و”العقدية الحرية” (streptococcus thermophilus)، التي تساعد في الحفاظ على هذا التوازن.

الكمية المناسبة
 

وكشفت الدراسة أن استهلاك حصتين أو أكثر من الزبادي أسبوعيا ارتبط بانخفاض خطر نوع معين من سرطان القولون العدواني، الذي يحدث في الجانب الأيمن من القولون ويرتبط بنتائج بقاء أسوأ مقارنة بالأورام في الجانب الأيسر.

وحللت الدراسة بيانات أكثر من 150 ألف مشارك تمت متابعتهم على مدى عدة عقود، مشيرة إلى أن الاستهلاك طويل الأمد للزبادي قد يغير ميكروبيوم الأمعاء بطرق تحمي من بعض السرطانات.

وقام الباحثون باستطلاع استهلاك المشاركين للزبادي كل عامين، وقاسوا كمية “البيفيدوباكتيريوم” (نوع من البكتيريا الموجودة في الزبادي) في أنسجة أورام 3079 شخصا من العينة الذين شخصوا بسرطان القولون والمستقيم.

وبينما لم يقلل الزبادي بشكل مباشر من خطر جميع أنواع سرطان القولون والمستقيم، فإن أولئك الذين تناولوا حصتين أو أكثر أسبوعيا انخفض لديهم خطر الإصابة بـ”سرطان القولون القريب الإيدابي للبيفيدوباكتيريوم”، وهو نوع يحدث في الجانب الأيمن من القولون وله أحد أدنى معدلات البقاء على قيد الحياة.

وتؤكد هذه الدراسة الجديدة وتعمق نتائج دراسات سابقة أظهرت نتائج مماثلة.

فاعلية الزبادي

واقترحت عدة آليات لتفسير كيف قد يقلل الزبادي من خطر السرطان:

– تعديل ميكروبيوم الأمعاء: يمكن لبكتيريا الزبادي المفيدة تعزيز تنوع وتوازن بكتيريا الأمعاء، ما قد يقلل الالتهابات ومستويات المواد المسببة للسرطان.

– تأثيرات مضادة للالتهابات على بطانة القولون (الغشاء المخاطي).

– تحسين وظيفة الحاجز المعوي عن طريق تقليل نفاذية الأمعاء المرتبطة بزيادة خطر السرطان.

وبالإضافة إلى آثاره المحتملة المضادة للسرطان، يقدم الزبادي فوائد صحية أخرى، حيث أنه غني بالكالسيوم ما يدعم كثافة العظام ويقلل خطر هشاشتها.

كما ارتبط استهلاكه المنتظم بانخفاض ضغط الدم وتقليل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يساعد في الوقاية من النوع الثاني من السكري وأمراض أخرى.

الزبادي المناسب

ولكن عند إضافة الزبادي إلى نظامك الغذائي، من المهم الاختيار بحكمة:

– اختر الزبادي العادي غير المنكه لتجنب السكريات المضافة التي قد تلغي الفوائد الصحية.

– ابحث عن منتجات تحتوي على المعززات الحيوية، حيث تختلف مستويات البكتيريا المفيدة حسب عمليات التخمير.

– يعد الزبادي اليوناني العادي غير المحلى خيارا جيدا لأنه يحتوي على مستويات أعلى من البروتين وأقل في السكر.

 كما أن الزبادي كامل الدسم  يحتوي على مكونات أقل معالجة من نظيراته قليلة أو خالية الدسم.

وبينما نحتاج إلى مزيد من البحث لفهم هذه الآثار بشكل جيد، فإن إدراج الزبادي في نظام غذائي متوازن قد يكون خيارا مفيدا للصحة العامة. 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version