في نهاية قمة رفيعة المستوى في بروكسل، أشار قادة الاتحاد الأوروبي إلى تحول محتمل في كيفية تعاطي البلوك مع سياسة الهجرة. أعطى قادة الاتحاد الأوروبي المكون من 27 على وجه التحديد تأييدًا واسعًا لمشروع الاستعانة بسياسة الهجرة، حتى وإن لم يقدموا تفاصيل كافية حول كيف سيعمل هذا النهج على أرض الواقع وكيف ستتمكن السلطات من احترام حقوق الإنسان أثناء نقل المهاجرين خارج حدود الاتحاد. وقال القادة إنه ينبغي “النظر في طرق جديدة لمنع ومواجهة الهجرة غير الشرعية، وفقًا للقانون الدولي والاتحاد الأوروبي”. ورغم أن هذا النهج غير واضح، إلا أنه سيكون محفزًا سياسيًا لتجربة مع القوانين القانونية المعتمدة وإيجاد حلول مبتكرة لتقليل عدد طلبات اللجوء.
قام قادة إيطاليا وهولندا والدنمارك بعقد اجتماع لمجموعة من الدول الداعمة للتعاقد من أجل إنشاء جبهة مشتركة وتحديد الأجواء المطلوبة للعمليات التفاوضية التي استمرت بساعات. وتتعلق هذه الجبهة بإقامة “مراكز عودة” في الدول غير الأعضاء بالاتحاد لاستضافة أولئك الذين تم رفض طلباتهم للحصول على حماية دولية. ولم تتضمن النص النهائي للقرار أحد مشاريع هذه المجموعة، لكن أشارت أورسولا فون دير لين لافتة إلى الفكرة خلال مؤتمر صحفي، مؤكدة أن الخيار مطروح رسميًا على الطاولة. ورغم عدم تحديد وجهة محتملة لبناء هذه “مراكز عودة”، إلا أن رئيسة المفوضية قد اقترحت خيارين إضافيين لنقل إجراءات اللجوء بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي.
كان هناك تباين في الآراء حول هذه المقترحات، حيث اعترض رؤساء الحكومات في إسبانيا وبلجيكا علنا على “مراكز العودة”، قائلين إنها ستكلف الكثير من الأموال ولن تحل المشكلات الجذرية للهجرة غير الشرعية. على الرغم من ذلك، فإن تقليص حجم المعارضة يشير بوضوح إلى تحول المواقف لصالح التعاقد، على الرغم من التحذيرات المتكررة من المنظمات الإنسانية بأن هذا النهج سيضعف عملية اللجوء ويشجع على انتهاكات حقوق الإنسان. وقال رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل إنه يمكن أن يرى أن المواقف والخطط أكثر تكاملاً، خاصة فيما يتعلق بالجانب الخارجي للهجرة.
تناول قادة الاتحاد الأوروبي أيضًا في قمتهم موضوع الهجرة الملفقة التي تقوم بها بيلاروسيا وروسيا عبر الحدود الشرقية للبلوك، والتي تعتبرها بولندا وفنلندا ودول البلطيق من بين الضحايا. وافتتح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك النقاش يوم الخميس من خلال تقديم استراتيجيته الجديدة ضد استغلال المهاجرين، التي تتضمن “تعليقا مؤقتا للحق في اللجوء”. لم تواجه هذه الخطة الواسعة النطاق اعتراضات من زملائه القادة. وكان توسك قد أعرب عن تضامنه معه من خلال قوله “ننادي بالتشريعات على مستوى أوروبي ضد الهجرة الملفقة”. وانعكس هذا المطلب بوضوح في الاستنتاجات التي وقعها زعماء الاتحاد، مؤكدين أنه يتوجب اتخاذ تدابير مناسبة في حالات الطوارئ وحماية الحدود الخارجية.
أثنى فون دير لين على الاتفاقية التونسية وقالت إن تدفق المهاجرين عبر المتوسط الوسطى انخفض بنسبة 64% هذا العام. ولافتًا إلى “أهمية تنفيذ التشريعات الأوروبية المعتمدة وتطبيق التشريعات القائمة”، وهو انتصار للمفوضية بعد أن تعهدت بولندا والمجر بتجاهل الإصلاح الهجري الذي تم الانتهاء منه/

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version