أظهرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية يوم الأربعاء أن عارضة الأزياء ستايسي وليامز اتهمت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاعتداء عليها في التسعينيات من القرن الماضي بعد لقاءها به من خلال المالك الراحل جيفري إبستين. وزعمت وليامز أن ترامب هاجمها داخل برج “ترامب تاور” في نيويورك في بداية عام 1993 بعدما تلقت دعوة للمقابلة من إبستين، الذي قُتل في السجن قبل محاكمته بتهم اعتداءات جنسية على قاصرات.
لم تستجب فريق ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، لطلبات وكالة فرانس برس للتعليق على هذه الاتهامات. إن جريمة الاعتداءات الجنسية المزعومة التي تدعيها وليامز تعكس الوضع المعقد لإبستين، الذي كان له شبكة علاقات في الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية والدولية. إبستين قتل نفسه في السجن في أغسطس 2019 قبل إجراء محاكمته، مما أثار تساؤلات عديدة فيما يتعلق بأنشطته وعلاقاته.
يمكن أن تكون هذه الاتهامات المثارة ضد ترامب ذات تأثير كبير على حملته الانتخابية. وتعد وليامز أحد عدد قليل من النساء اللواتي اشتكين بالفعل من سلوك ترامب الجنسي. إن تلك الاتهامات يمكن أن تؤثر على صورة ترامب أمام الناخبين وتعجل بانتهاء حملته. بعد الهجومات المتكررة على سجل ترامب في التعامل مع النساء، يمكن أن تضيف هذه الاتهامات المزيد من الفحص العنيف على سجله.
من الواضح أن وليامز قررت نشر قصتها الآن بعد سنوات من الصمت، ولكن ليس من الواضح لماذا اختارت هذا التوقيت الذي يأتي بالجزء الأكبر من عام 2020 عندما تتأهب الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية. يمكن أن تكون هذه الخطوة استجابة لظاهرة “ميتو” التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي، حيث واجه العديد من الرجال والنساء اتهامات بالاعتداء الجنسي.
بينما لا تزال هذه الاتهامات ما هي إلا اتهامات ولم يثبت تورط ترامب بأي نشاط غير قانوني، إلا أنها تضع عليه ضغطًا إضافيًا وإستجوابًا دقيقًا في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الحالية في الولايات المتحدة. إن موقف ترامب من العنف ضد النساء وسجله السابق في التصريحات المثيرة للجدل كانا محل نقد شديد، وقد تعمق هذه الاتهامات النقاش حول شخصيته.
بينما يبدو أن هذه الادعاءات لن تؤثر بشكل كبير على حملة ترامب بشكل مباشر، فإنها قد تكون لها تأثير سلبي غير مباشر على كيفية اتخاذ الناخبين لقراراتهم في الانتخابات المقبلة. إن تراكم الاتهامات والانتقادات ضد ترامب، سواء كانت صحيحة أو لا، يمكن أن تسهم في إحداث تأثير مسموم على حملته، خصوصاً في ظل المنافسة الشديدة مع المرشح الديمقراطي جو بايدن.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version