برز اسم جزيرة غرينلاند على الساحة، وتردد كثيراً خلال الفترة الماضية. وتقع الجزيرة الشاسعة في أقصى شمال الكرة الأرضية، وتعد من الوجهات السياحية الفريدة من نوعها لعشاق المغامرات في أحضان الطبيعة البِكر. وتعد جزءاً من مملكة الدنمارك، ويمكن للسياح الوصول إلى عاصمة الجزيرة نوك على متن رحلة طيران لمدة خمس ساعات من كوبنهاغن.

وتتنوع تضاريس الجزيرة بين الجبال الجليدية الشاهقة والسهول الثلجية الممتدة، كما أنها تتيح للسياح مشاهدة الأضواء الشمالية، إضافة إلى الكثير من الأنشطة المثيرة.

بالسفن أو الطائرات

وتعد غرينلاند بمثابة أكبر جزيرة في العالم، ويأتي نصف السياح تقريباً عن طريق السفن السياحية، بينما يأتي النصف الآخر عن طريق رحلات الطيران. والعاصمة نوك ومدينة إيلوليسات، بجبالها الجليدية الشهيرة، من الوجهات السياحية الأكثر أهمية في غرينلاند.

ومع ذلك يمكن للسياح الاستمتاع بالتجارب السياحية الصغيرة في كل مكان في الجزيرة، فهناك العديد من الأماكن التي يزورها أعداد محدودة من السياح.

وإلى جانب الانطلاق في جولات التزلج التقليدية بواسطة زلاجات تجرها الكلاب ورحلات مشاهدة الأضواء الشمالية، يضم برنامج الزيارة المبيت في أكواخ الإسكيمو وعلى الغطاء الجليدي.

وإذا لم تكن هذه الجولات مثيرة بالقدر الكافي، فإنه يمكن التزلج على الجليد بواسطة طائرة هليكوبتر، إذ يتم إنزال السياح فوق المناظر الطبيعية الخلابة، والتزلج على القمم الجبلية، التي لم يسبق لأحد الوصول إليها من قبل.

27 تحت الصفر

ويخيم الصمت والهدوء على المكان وعلى سفينة الرحلات السياحية الصغيرة، ولا يكسر هذا الصمت سوى صوت تشقق وتكسر الجليد من وقت إلى آخر، وتصل درجة الحرارة في هذه المنطقة إلى 27 درجة تحت الصفر.

وترتفع الجبال الجليدية حتى 100 متر أمام السفينة السياحية وبجانبها وخلفها، بينما تبحر السفينة السياحية ببطء نحو خليج «ديسكو»، ومنه تواصل إبحارها نحو البحر المفتوح.

وهدأ المرشد السياحي «سجورد جانيتشي تومسن» من روع السياح، قائلاً: «لا داعي للقلق.. لن نصبح سفينة تيتانيك أخرى»، خصوصاً أن الجبل الجليدي الأكثر شهرة في التاريخ، والذي اصطدمت به سفينة الركاب في عام 1912 وأدى إلى إغراقها، من المحتمل أنه جاء من هذا المضيق الجليدي.

وبينما تشق السفينة السياحية طريقها عبر طبقة سميكة من الجليد على مياه المضيق، يضيف المرشد السياحي: «اطمأنوا نحن نبحر على متن كاسحة جليد».

وتشهد الجبال الجليدية والبرودة والصمت الرهيب هنا على تغير المناخ، وتعد منطقة «إيلوليسات» عالماً خاصاً بها، لم يشاهده سوى عدد قليل من السياح، وينطبق الأمر نفسه على غرينلاند، عندما تسودها درجات حرارة متجمدة، وتلوح الأضواء الشمالية الساحرة فوق المناظر الطبيعية الجليدية.

وتسعى غرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، لتوزيع السياح بشكل أكثر توازناً على مدار العام، وعبر المناطق المختلفة في الجزيرة.

وعندما يكون هناك توزيع أفضل سيحصل السياح على تجربة فريدة من نوعها، وفي نهاية المطاف سيستفيد السكان المحليون في جميع أرجاء الجزيرة، وتشير الخطة السياحية للحكومة إلى أن النشاط السياحي مفيد لجميع الأطراف، ويسهم في جعل الجزيرة مكاناً أفضل للعيش فيها.

. 57 ألف نسمة، عدد سكان الجزيرة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.