في مسرحية “علة بلا دواء”، قدمت فرقة “ربع قرن للمسرح وفنون العرض” عرضًا يجسد الصراع بين الهوية والأقنعة، وبين الأحلام والأوهام. تدور أحداث المسرحية حول خلفان، الذي يدعي أنه معالج بالأعشاب دون وجود أي خلفية علمية حقيقية، ويقدم علاجات خاصة للناس. يتناول العمل قضايا اجتماعية مثل الزواج وحق المرأة في اختيار مصيرها، والرقابة على طب الأعشاب.
المسرحية تسلط الضوء على عدم قدرة الشخصيات الرئيسية على مواجهة الحقائق والواقع، وكيف يعيشون في عالمهم الخاص دون التعرض للحقائق. تتصاعد الأحداث في المسرحية عندما يقرر خلفان تزويج ابنته رغم عدم رغبتها في ذلك، وتنشأ خلافات بينهم وتكشف الحقيقة عن قدرته الحقيقية في طب الأعشاب.
تحمل المسرحية عدة رسائل تطال موضوعات اجتماعية مثل العلاقات الزوجية وحق المرأة في اختيار مصيرها والسعي وراء أحلامها. كما تطرح الرقابة على طب الأعشاب وتسلط الضوء عليها بشكل كوميدي دون تقديم حلول محددة. العمل يقدم لوحات استعراضية واستعمالاً للموسيقى بشكل يعزز من جاذبية المسرحية.
تتمثل جمالية المسرحية في استخدام الأزياء التي تذكر بأعمال شكسبير وتأخذ المشاهدين في رحلة عبر الزمن. على الرغم من هذا، قامت المخرجة زينب الملا بإضافة عنصر محلي يجعل المسرحية قريبة من الحياة الإماراتية من خلال التفاصيل الثقافية المحلية.
في الختام، تسلط مسرحية “علة بلا دواء” الضوء على موضوع الوهم وكيف يؤثر على الأفراد ويحجب الحقيقة عنهم. تنتهي المسرحية بتحرير الشخصيات من أقنعتهم ومواجهة الحقيقة، مما يجعلها تتساءل عما إذا كان الإنسان سيظل أسيرًا لأوهامه أم أنه سيتحرر ليعيش الحياة بكامل واقعها وأقدارها.
