اكتشف علماء أن الجيوب الأنفية لدى التماسيح كانت سببا في عدم تطورها للغوص في الأعماق مثل الحيتان والدلافين. قام باحثون من جامعتي ساوثهامتون وإدنبرة بمقارنة بين كائنات الـ«ثلاتوسوتشيان» التي عاشت في عصر الديناصورات وأسلاف الحوتيات. وجاءت النتائج بأن الحوتيات تطورت من الثدييات التي كانت تعيش على الأرض، وخلال 10 ملايين سنة تحولت الجيوب الأنفية المحيطة بالعظام لديها، وظهرت لديها جيوب أنفية وأكياس هوائية خارج الجمجمة.
وتأثير ذلك بأنه قلل من زيادة الضغط خلال عمليات الغوص العميقة، مما سمح للدلافين بالوصول إلى أعماق كبيرة تحت سطح البحر وللحيتان أن تصل إلى آلاف الأمتار دون التسبب في أي ضرر لجماجمها. وقد أشار الباحثون إلى أن هذا التطور كان مفتاحا لإمكانية بقاء الحوتيات على قيد الحياة وتطورها بشكل فعال ومناسب للبيئة التي تعيش فيها.
وتحدث العلماء أيضا عن أهمية هذه الدراسة في فهم التطور البيولوجي للكائنات البحرية وعلاقتها بالثدييات البرية. وأكدوا على أن هذا الاكتشاف قد يساهم في توجيه البحوث المستقبلية حول تكامل الكائنات البحرية وكيفية تأثير البيئة على تطورها وتكيفها مع ظروف الحياة في المحيطات.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تعد إضافة هامة للمعرفة العلمية حول تطور الكائنات البحرية وخصائصها، وقد تفتح أفقا جديدا للبحوث المستقبلية في هذا المجال. وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية لا تزال محدودة، إلا أن الاكتشافات الحديثة تسلط الضوء على أهمية فهم تاريخ التطور وكيفية تكيف الحيوانات مع بيئتها بما فيها الحيوانات البحرية.
وبذلك نستنتج أن الدراسات العلمية في مجال تطور الكائنات الحية تلعب دورا هاما في فهم أصول الحياة وتطورها على مر العصور، كما أنها تساهم في توجيه البحوث المستقبلية وفهم علاقة الكائنات ببيئتها وكيفية تكيفها معها من خلال آلاف وملايين السنين. وعليه يجب تقدير الجهود المبذولة في هذا المجال ودعم البحوث العلمية المستقبلية لزيادة الفهم والتقدم في مجالات العلوم الحيوية.