داخل مستودع مغبر في الصين، يُدخل أحد العمال صوراً لمطلّقين تعود إلى مراحل الحبّ الأولى السعيدة في آلة تمزيق صناعية، لإنتاج الكهرباء. وتُعد صور الزفاف من الأمور الجدية في الصين، حيث ينفق الأزواج مبالغ كبيرة على لقطات متقنة. وفي بلد تتم تسجيل ملايين حالات الطلاق سنوياً، تصبح هذه الصور موضّبة أو يتم إتلافها.
تقدم شركة “لو وي” حلاً للمطلّقين بإتلاف ذكرياتهم الزوجية من خلال تدمير صور الزفاف. ويتم ذلك في مصنع يتواجد في لانغفانغ بالبلاد. وعلى الرغم من أن التخلص من صور الأشخاص الأحياء محظور في الصين، يتلقى المصنع العديد من الطلبات يومياً من جميع أنحاء البلاد. ويتم تدمير الصور بأشكال مختلفة، وكلها منتجات غالبا ما تكون مصنوعة من البلاستيك والاكريليك والزجاج.
يعمل العمال داخل المستودع بأسلوب يحترم خصوصية الزبائن، حيث يخفون وجوههم ويرحمون الزجاج باستخدام مطرقة. وتقول الشركة إن العملية تساعد الأشخاص الذين يحاولون تجاوز مرحلة الطلاق بتدمير ذكرياتهم الزوجية. وتوفر هذه الصور لمحة عن مرحلة سعيدة في حياة عائلات باتت منفصلة.
ومنذ إطلاقها قبل عام، وفّرت الشركة خدماتها لنحو 1100 زبون، بحسب ليو وي. ويفضل الزبائن إبقاء خطوتهم هذه سرية. ويؤكد ليو وي أن قليلين هم من يلجأون إلى إتلاف الصور لأسباب كيدية، وأنهم يستعينون بهذه الخدمة لتخفيف الأفكار أو المشاعر السلبية.
تدمير الصور يعتبر خطوة نهائية ولا رجعة فيها، لذلك يتواصل ليو وي مع الزبائن قبل المباشرة بالعملية لإعطائهم فرصة لاستعادة الصور في حال تراجعوا عن قرارهم. وبما أن تدمير الصور له عواقب دائمة، يشاهد بعض الزبائن إتلاف الصور شخصياً، في خطوة تعتبر وضع نهاية لمرحلة من حياتهم.
ارتفع معدل الطلاق في الصين بعد تخفيف القوانين عام 2003، ولكن تراجعت الحالات قليلاً بعد فترة تفكير إلزامية ومثيرة للجدل لشهر واحد بدأت سنة 2021. وسجلت الصين 2,9 مليون حالة طلاق عام 2022، بزيادة عن 2,3 مليون في العام 2020. وشهدت حالات الزواج ارتفاعاً للمرة الأولى منذ 10 سنوات.